هي الكلمات التي لا تعترف بالمسافة فتذهب بنا بعيدا إلى حيث لا ندري، تخذلنا حينا وتجرحنا حينا آخر، عندما لا يكون للكلمة ثمن تهدر قيمتها وتتلاشى مع الريح ويبقى الصدى يتردد بين حيطان نسيها الفرح وغاب عنها الظن الجميل والاحتمال الممكن. من السهل أن نقول، ولكن من الصعب أن نفعل، كثيرا ما ننوي، ولكن قليلا ما نُقدم، ننتقد، ولكن لا نقنع الآخر بمبررات النقد، أجهل مجتمعي بحجم جهلي بما تخفيه الأقدار، صرت لا أعلم رضاهم من سخطهم، يمدحون بقدر ما يذمون.. بصدق أجهلهم. يتردد إلى مسامعي دائما اللجان النسائية في الأندية الأدبية ما لها وما عليها، أين ذهبت؟ وأنا أسأل قبل أن تذهب اللجان النسائية: ربما يقسو المثقف في الحكم، فلا يعرف ماذا يريد؟ وإلى أين هو ذاهب؟.. بين ساخط ومتذمر وغافل وغير متابع لما تم تحقيقه. ماذا حققت؟ أين المثقفات والأديبات من مناسبات الأندية الأدبية وفعالياتها؟ كم شاعرة استجابت لنداء الشعر في أمسية شعرية؟ وكم قاصة حركتها همتها لحضور أمسية قصصية؟ وكم مثقفة وأكاديمية تغلبت على الوقت للمشاركة في ندوة علمية؟ كم عددهن ثلاث ، خمس وأحيانا صفر! سألتني احدى المتقدمات لتعبئة استمارة العضوية التي طرحها نادي الأحساء الأدبي حسب ما جاء في اللائحة ذات يوم: هل يلزمني تسجيل العضوية حضور الفعاليات؟.. هذا السؤال يؤكد أن عدم الحضور هاجس يعيش في الداخل. ربما يقسو المثقف في الحكم، فلا يعرف ماذا يريد؟ وإلى أين هو ذاهب؟.. بين ساخط ومتذمر وغافل وغير متابع لما تم تحقيقه، يبقى الطموح هو الوصول إلى الإنجاز.. نحن لا نحجب الآراء ولا نرفض النقد، ولكننا مع الصدق والواقع، فالحقيقة لا تقبل الظل ولا تأنس بالزوايا، نقبل الجميع بصدر رحب على ألا يسدد ضربة قاتلة تلزمه حكم القصاص، لأننا لن نتوانى في أخذ الحق من الجاني. إلى كل من رحل عن النادي الأدبي.. إلى كل من شن عليه حربا وقاطعه.. إلى كل من عين نفسه حكما وقاضيا للدفاع عنه بطريقة حب الذات لا الجماعة أقول: على رسلك.. نادينا بخير، وسوف ينهض ويتقدم بهمم الصادقين الذين حملوا الأحساء في قلوبهم. (معاد)