ضمن المناشط الدورية والبرامج الاجتماعية لمراكز أحياء الدمام, أقام القسم النسائي في مركز الحمراء البرنامج التوعوي (بناء تقدير الذات عند المراهقين)، والذي قدّمته المشرفة المركزية في إدارة الإشراف التربوي بالمنطقة الشرقية فاطمة عبدالله الفهيد, حيث تناولت جوانب عدّة تتلخّص في كيفية معاملة المراهق. وأشارت الفهيد إلى أن احترام وجهة نظر المراهق من أهم حقوقه مهما اختلف معه المُربّي، فذلك يُكسبه الشعور بالمسؤولية في اختيار القرارات الصائبة والتقليل مما قد يدفن ذاته بسلبية، مُنوّهة أن الحرية الشخصية يُفترض أن تكون مُعززة عند المراهق طالما أنها لن تمَس الشريعة بصلة. مشددة على ضرورة التأكد من أن المراهق في نظر المُربّي ذو شخصيةٍ حسنة التصرّف وليست شخصية غير مُبالية ومكترثة بما يدور حولها، حيث أن التأكد من ذلك يساعد المُربّي في تطوير ذات المراهق بسرعة ايجابية ملحوظة. وسلّطت الفهيد الضوء على بعض السلبيات التي قد تصدُر من المُربّي فتكبت بدورها قدراته وثقته وإبداعاته ومنها الحرمان من المصروف أو جزء منه معتبرة إياه تصرفاً شائعاً خاطئاً, حيث إن «الحرمان من شيء أساسي في الحياة يُمكّن المراهق من الخوض إلى أبواب مُغلقة في خيالاته فتُخوّله إلى اللجوء إلى طُرق كانت مُغلقة». وأضافت «الهاتف النقّال أيضاً يُعتبر خطأً شنيعاً, حيث إن الأهالي لا تُدرك فداحة الأمر سوى حين يستلهم الوقت كالسيف, فلا يُجدي أيّ جُهدٍ متأخر قد يبذله الوالدان فتضيع في الحين ذاته مجهودات سنين طوال هباء منثوراً». ورداً على سؤال قالت الفهيد: «من وجهة نظري أن أكبر خطأ تقع فيه الأم عندما تقرر مكافأة المراهق على نجاحه بهدية, لأن التعلم من النجاح، ونجاحه لذاته وليس لمن حوله، فلو تعوّد المراهق على جلب هدية له مع كل نجاح فإنه فور انقطاع هذه العادة سيصل بمستوى تميّزه الدراسي من أدنى لأدنى, فالهدية من مُربٍّ لمُراهق يجب أن تكون بلا مُناسبة، لقوة وقعها في نفسه أكثر من كونها لمناسبة معينة». موضحة أن الثقة بالنفس هي الإيمان والاعتداد بالذات حيث تتجلى في عدة مظاهر منها مواجهة الصعوبات بحكمة، والإيمان بالقدرة الذاتية، إضافةً إلى القدرة على مواجهة الحياة، مستشهدة على ذلك بالاحتضان الجسدي، مشددة على ضرورة الاحتضان للابن أو الابنة في أي عمر كان سواءً طفلاً أو مراهقاً أو شخصاً ناضجاً, حيث إن ذلك يعزز الثقة بنفسه ويُشعره بكونه مرغوبا من قبل الآخرين فلا يضطر مستقبلاً للبحث عنه في أروقة أخرى، كما ربطت احتضان الأم أو الأب لأبنائهم في صغرهم باحتضان الأبناء لآبائهم مستقبلاً. وأشارت الفهيد إلى أن تقدير الذات نتاج للثقة بالنفس، منوّهةً من خلاله أن مراحل المراهقة تنحصر بين 12سنة وحتى 21 سنة، و»من النادر جداً ما تجد أُناسا تستمر معهم المرحلة حتى بلوغ الخمسين عاماً، ومن علامات بداياتها النمو الفكري، والتمركز حول الذات، والنمو الانفعالي، والعناد والاستقلالية، والنمو اللغوي، والنمو الاجتماعي». وذكرت مثالاً على النمو الانفعالي على طالبات مدارس تحفيظ القرآن الكريم قائلة: «الطالبات المُقدّرات لذواتهن، حيث إنهن يتميّزن باعتداد ذواتهن والثقة بها وفرض القوة أمام الشخص المتحدّث معهن، وإنهن يملكن من بناء الشخصية ما لا تملكه طالبة أخرى حيث إن حفظ كتاب الله هو المسبب لذلك، لكونها أمنيةً لكل شخص». واقترحت الفهيد تفعيل يوم في الأسبوع للعائلة يتم من خلاله اجتماع عائلي يطرح من خلاله كل شخص من أفراد الأسرة إما فائدة أو فكرة أو تفريغ الطاقات الإبداعية أو اللعب سوياً لعبة خيال، بالإضافة إلى الترغيب على المناقشة والحوار بين الوالدين ليسهل فهم مطالب الأبناء النفسية من طريقة التفوّه بها أو النظرات أو التصرّفات الجسدية. كما تطرّقت إلى العوامل التي تؤثر في مفهوم الذات لدى المراهق ومنها الوعي بالذات حيث يكون أساس التربية تكثيف النُصح بشكل مُحبّب ومرغوب من قبله كما لو كان الناصح صديقاً وليس أباً والياً، حيث إن تلك النصائح تُسترجع تلقائياً فور المرور بمشهد خاطئ في الحياة فيتعدّاه بمجرد تطبيق ما يدور في العقل الباطن من رفض للخطأ. وفي نهاية الدرس الأول من البرنامج أكّدت المشرفة المركزية في إدارة الإشراف التربوي بالمنطقة الشرقية أن المقارنة هي عامل الهدم الأساسي لشخصية المراهق والتي يصعب تماماً إيجاد علاج لها مدى حياته، فمقارنته بشخص آخر في المستوى الدراسي أو الشخصية أو النشاطات عامل إحباط دائم للمراهق.