يقف التاريخ إجلالا وتكريما احتفاء بالرواد الأوائل من رجال التعليم بالأحساء ، الذين استجابوا بكل إخلاص لنداء الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود أثابه الله وطيب ثراه ، لنشر التعليم في مملكة العزة والوحدة والكرامة ، و في كل عام تتنادى القلوب الوفية من تلاميذهم للقاء احتفالي لتكريمهم ، وفي لقائهم التاسع لهذا العام 1432هج / 2011م ، تتوافد الوجوه الوضاءة ضيوف الملتقى من الأحساءوالشرقية ، لتتصافح في حب وشوق ، ولتحيي ذكرى أولئك الرواد ومن خلفهم من رجال التعليم ، الذين أخلصوا في تعليم أجيال الرعيل الأول من طلبة الأحساء والخبر و القطيف والجبيل وغيرهم ، هؤلاء الذين أسهموا في نهضة الوطن وتقدمه بنصيب وافر كل في اختصاصه ، إنهم نتاج تلك الجهود المباركة ، في مرحلة البدايات وما تلاها حينما واجه الرواد الأوائل المعوقات بعزيمة وإصرار فانتصروا عليها وفتحوا للأجيال أبواب العلم ، ومثلهم رائدات التعليم في الأحساءوالشرقية .وقف الشيخ حمد بن محمد آل نعيم بحكمة ووعي ، ليرى الحاجة ملحة إلى العلوم التجارية المتطورة وغيرها ، فأعلن في سنة 1343هج ، أي منذ حوالى تسعين سنة ، عن افتتاح مدرسة حديثة التنظيم والمنهاج ، فكانت مدرسة ( النجاح ) الأهلية ، وتوافد التلاميذ عليها ، وفي سنة 1349هج تشرفت المدرسة بزيارة الملك المؤسس ، عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود أثناء زيارته للأحساء ، وأقيم حفل تكريمي لجلالته ، فأعجب بما رأى وسمع من تفوق التلاميذ في العلوم الدينية و الحديثة ، ومنح جوائز للمتفوقين ، وعلى أثر هذه الزيارة وجه نائبه في مكةالمكرمة نجله الأمير ( الملك فيصل ) بافتتاح مدرسة ابتدائية في الأحساء ، أما مدرسة النجاح فقد أقفلت على أثر وفاة مؤسسها رحمه الله سنة 1351هج . وتنفيذا للأمر الملكي ، أرسلت مديرية المعارف مندوبين في سنة 1350هج ، لتأسيس المدرسة الحكومية الأولى في الأحساء ، لكنهما كانا يجهلان المجتمع الأحسائي وتاريخه الثقافي ، وأسلوب التعامل مع العلماء من الأسر العلمية ، فنفر الناس منهما ولم يلتحق بها أحد ، فعادا إلى مكةالمكرمة دون تحقيق الهدف ، ثم أوفدت مديرية المعارف ( الشيخ محمد النحاس ) سنة 1355 هج ، وكان على قدر كبير من الخبرة والمعرفة ، فوصل الأحساء وسانده في مهمته الوجيه ( الشيخ محمد الجندان ) ، و من خلال العلاقات المتميزة ، مع علماء الأحساء ، نجح الشيخ النحاس في تثبيت أركان المدرسة الحكومية الأولى بالأحساء وتم افتتاحها في سنة 1356هج ، و أقبل التلاميذ عليها ، وعمل الشيخ النحاس على انشاء مقر مدرسي حديث للمدرسة ، فتم بناؤه سنة 1360 هج ولا يزال قائما في وسط مدينة الهفوف تحت عناية هيئة السياحة ، وخلفه الشيخ عبدالعزيز التركي مديرا للمدرسة و أول معتمد للمعارف فيها وأول مدير عام للتعليم بالمنطقة الشرقية ، إن هؤلاء الرواد وغيرهم من رجال ونساء التعليم جديرون بتكريم المجتمع ، و شكرا للجنة التحضيرية عبدالعزيز الجندان ومحمد بوعايشة وحمد الحواس الذين يبذلون جهودهم لكي يكون حفلا تكريميا متألقا . [email protected]