يعتبر الاستاذ عبد العزيز التركي رحمه الله من رواد التعليم الاوائل في المملكة عامة والاحساء خاصة وقد كان له دور في دفع عجلة التعليم بالاحساء، فهو مدرس قدير واداري ناجح استطاع بقدراته الفائقة ان يوسع نطاق التعليم في جميع مناطق الأحساء وقراها بشهادة كل من عاصره أو عمل معه. كان يعمل بنشاط وله علاقات طيبة مع اعيان الأحساء كما كان يتميز بالذكاء والفطنة والمرونة في العمل. نقل إلى الأحساء وعين بها في عام 1361ه، وقد وقع كتاب تعيينه في الأحساء الاستاذ طاهر الدباغ الذي اصدر امره بان يكون الاستاذ التركي معاونا له في المدرسة الابتدائية بالهفوف (الاميرية) والتي كان مديرها آنذاك الاستاذ عبد الله بن عبد العزيز الخيال وكأنهم بذلك يهيئون التركي لان يكون مديرا للمدرسة وهذا أمر طبيعي فالبديل في كل المؤسسات يجب ان يكون جاهزا احترازا مما يخبئه المستقبل وفعلا بعد عام واحد الحق الخيال بوزارة الخارجية حيث عمل قنصلا سعوديا في البصرة وهنا كان التركي مهيأ حيث كان تلميذا للخيال فتولى إدارة المدرسة عن تجربة سابقة وكفاءة عالية ولم يبد غريبا على المعلمين، فهو متعاون معهم يعرفهم ويعرفونه وهذا يسهل مهمته ويجعلها ايسر. ثم اسندت إليه وظيفة معتمد المعارف في الأحساء بعد ان زادت المدارس واتسعت وتكاثرت حتى اصبح هناك مدرسة في كل حي من احياء المدينة والقرى وتزايد عدد الطلبة وازدادت الفصول الدراسية والمدارس. عرف عنه اثناء عمله مديرا للتعليم بالمنطقة الشرقية انه كان يتنقل بين مناطقها من الأحساء إلى الجبيل والقطيف وغيرها من المناطق دون ملل أو كلل كان يوجه وينصح ويعمل جاهدا في نشر العلم إلى ان وصل التعليم إلى ما هو عليهه اليوم من تقدم وازدهار بفضل الله ثم بفضل جهوده المخلصة.استمر الشيخ نشطا مخلصا وهذا ما جعل رؤساءه يؤثرونه بالمراكز التعليمية لان عمله يتكلم نيابة عنه، نقل إلى الدمام معتمدا للمعارف ثم عين مديرا عاما للتعليم بالمنطقة الشرقية فاستمر بنفس السرعة والقوة والاخلاص والجد والاجتهاد وترك الأحساء للاستاذ عبد الله ابو نهية. كان التركي طموحا فانتقل إلى وزارة الخارجية إذ عين ملحقا ثقافيا بسفارة المملكة في لندن. وهو في عمله هذا يلفت نظر من يحيط به فهو لا يهدأ يبني ويثقف ويسعى للكشف عن وجه المملكة المشرق تلك المهمة التي يضطلع بها أي ملحق ثقافي وهو في كل ذلك دمث الخلق حسن السيرة يسوس اصحابه ومرؤوسيه بسياسة اللين في غير ضعف وبقي في هذا العمل إلى عام 1405ه حين احيل إلى التقاعد. عرف عنه اثناء عمله مديرا للتعليم بالمنطقة الشرقية انه كان يتنقل بين مناطقها من الأحساء إلى الجبيل والقطيف وغيرها من المناطق دون ملل أو كلل كان يوجه وينصح ويعمل جاهدا في نشر العلم إلى ان وصل التعليم إلى ما هو عليهه اليوم من تقدم وازدهار بفضل الله ثم بفضل جهوده المخلصة. وللاستاذ عبد العزيز مواقف كثيرة ومشرفة في خدمة الأحساء فالفضل يرجع له بعد الله في تأسيس الكثير من المدارس والتي انتشرت في جميع ارجاء المنطقة. فقد حدثني الاستاذ ابراهيم الحسيني مدير التعليم سابقا بالاحساء ان الشيخ عبد العزيز التركي قام بتوفير الكثير من الاراضي في الأحساء لغرض البناء ولحاجة المنطقة إلى المزيد من المدارس أمر ببناء مدرستين في آن واحد على المساحة المخصصة اصلا لمدرسة واحدة فمثلا كانت ثانوية الهفوف قد ضمت بداخلها مدرسة عبادة بن الصامت الابتدائية وهكذا. وفي يوم الاربعاء 7/3/1366ه زار جلالة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه الأحساء كما ورد في جريدة البلاد السعودية وفور وصول جلالته مطار الأحساء المؤقت والقريب من (عين نجم) آنذاك استقبله سمو أمير الأحساء سعود بن جلوي واعيانها وتقدم معتمد المعارف الاستاذ عبد العزيز التركي فالقى كلمة قيمة نالت استحسان الجميع. وفي عام 1370ه طلب من ولي العهد الأمير سعود بن عبد العزيز رحمه الله تخصيص مكافأة شهرية لطلاب المدرسة الثانوية بالهفوف وذلك لعدم اقبال الطلاب على المرحلة الثانوية وعزوفهم عنها، وقد تحقق هذا المطلب وايضا تباحث مع مدير مالية الأحساء في ذلك الوقت صالح اسلام الذي وافق على توظيف عشرة طلاب من المدرسة للعمل بالمالية في فترة ما بعد الظهر موظفين خارج الملاك “ملازمين” يتقاضون اجورا مقابل ذلك فكان هذا مما شجع على الاقبال على المدرسة وفي عام 1381ه أيضا تأسست في المنطقة الشرقية أول مؤسسة صحفية (هي مؤسسة د ار اليوم) وهي مكونة من عدة شخصيات وكان الاستاذ عبد العزيز التركي من ضمن المؤسسين. وحدثني كذلك الدكتور عبد الله بن علي المبارك قائلا في عام 1371ه: كان الاستاذ عبد العزيز التركي في جولة تفقدية فكنت مديرا لاحدى المدارس الابتدائية حيث أمر باستئجار مدرسة جديدة بدلا من المبنى المتهالك. وقد حدثني حمد ابو علي قائلا: عرف عنه انه يقوم بنفسه بنقل المدرسين المعينين حديثا إلى مدارسهم الجديدة في سيارته الخاصة وكان ينقل أيضا المقررات الدراسية من مكان إلى آخر بسيارته الخاصة وعندما كان ملحقا ثقافيا في لندن كان منزله مفتوحا لابناء المملكة وكان يبحث بنفسه عن مساكن الاطباء المهرة ليقوم بمعالجة الوافدين لديهم. هذه هي صورة الاستاذ التركي صورة السعودي العربي المسلم الذي يسعى لرفع مستوى التعليم في بلده، ويسعى كذلك لرفع كفاءة مرؤوسيه في كل مجال، توفي عام 1410ه رحمه الله في لندن ونقل جثمانه إلى الدمام ودفن بها