مع تسارع وتيرة الاحداث فى مصر بخصوص ملف الانتخابات الرئاسية والتصفيات والتنازلات المتوقعة مع حلول السادس والعشرين من ابريل الجارى والذى يواكب اعلان القائمة النهائية لمرشحى الرئاسة، بدت المخاوف من انهيار مشروع الدولة المدنية المصرية أو استئناف طبعة جديدة من نظام حسنى مبارك فى حال فوز اللواء عمر سليمان نائب الرئيس.. وعلى الرغم من أنه لم يبد هناك ميل للتوافق على فكرة طرح رئيس توافقى فى المرحلة الحالية من جانب مجموعة المرشحين ومنهم الدكتور محمد سليم العوا وعمرو موسى وأيمن نور والمستشار هشام البسطويسى لدى اجتماعهم المنعقد أول من أمس بحزب الوسط لمواجهة عملية ترشيح اللواء عمرو سليمان، فوفق البسطاويسى انه لا يميل الى هذه الفكرة فى الوقت الراهن، ورغم غياب الاخوان عن الاجتماع لكن نفس التوجه كان سيد الموقف الذى اعرب عنه مرشح الجماعة خيرت الشاطر الذى صرح بان الافضل هو الاحتكام الى الشارع ليكون له الاختيار من دون تدخل. لكن فكرة أخرى بدأت فى التبلور تتعلق بتشكيل فريق رئاسى تحت شعار «لا عاوزين سليمان ولا اخوان.. عاوزين رئيس من الميدان» وهى الاطروحة التى جاءت فى لقاء مشترك لحمدين صباحى المرشح الرئاسى وعدد من ائتلاف شباب الثورة، وبيت القصيد هو مواجهة استحواذ الجماعة التى طرحت الشاطر وبديله الاحتياطى محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة، وفى الوقت ذاته مواجهة ترشح سليمان. لكن ناصر عبدالحميد عضو ائتلاف شباب الثورة قال فى تصريح خاص ل»اليوم» ربما يكون المشروع بهذا الطرح محكوما عليه بالفشل مسبقا لكنها محاولة نطرق بها كل الابواب، وأرجع الفشل فى طرح رئيس توافقى يتنازل له باقى المرشحين الى أن كل مرشح يرى فى فى نفسه المقدرة الخاصة للفوز بمقعد الرئاسة وأن تنازله لغيره سيقضى على حلمه الرئاسى. وأضاف عبدالحميد أن هناك مخاوف حقيقية لها مؤشرات من الواقع حول عودة الفلول أو هدم مشروع الدولة المدنية. فى الوقت ذاته اعتبر مسؤولون حزبيون ان مشروع الدولة المدنية بات مهددا بتوجه انظار الاخوان الى كرسى الرئاسة، وهو ما أثار جدلا واسعا لم يلتفت اليه الاخوان الذين اعتبروا أن هناك دعما كبيرا يمكن ان يقدم له بخلاف القواعد التنظيمية للجماعة وحزبها.. وقال ابراهيم نوار إن هذا التوجه سيجعل كثيرين يراهنون على رجل الامن الذى يعرف كل دهاليز السياسة المصرية وهو عمر سليمان الذي لن يدخل فى صفقات مع الاسلاميين وهو ما اعلنه من اليوم الاول لترشحه، فى المقابل أبدى احمد سبيع المتحدث باسم الحرية والعدالة أن العسكرى نفسه كان داعما للشاطر لكن هناك حالة من الالتباس الكبير أصابت الكل سواء على مستوى الحزب أو الجماعة بنزول عمر سليمان، فقبلها كان هناك توقع أن 80% سيدعمون المرشح الاخوانى.. من جانبه قال احمد عبد ربه عضو الهيئة العليا لحزب الجبهة ان عدم توافق المرشحين المحسوبين على الاقل على التيار الليبرالى على مشروع الفريق الرئاسى سينسف توقعاتهم جميعا، مشيرا الى أن الفريق الذى اجتمع مع حمدين اجتمع مع الكثيرين مثل ايمن نور وعبدالمنعم أبو الفتوح وبعضهم ايد الفكرة لكن على استحياء وقالوا ان الوقت لا يزال مبكرا حتى تعلن القوائم النهائية للترشيح.