قال شهود عيان في مالي اليوم الجمعة إن أصوات إطلاق نار متقطعة لا تزال تدوي في أجواء العاصمة باماكو بعدما قام جنود متمردون أمس بانقلاب ضد رئيس البلاد. وجرى فرض حظر التجول أمس بعدما أعلن جنود "اللجنة الوطنية لاستعادة الديمقراطية والدولة" التي أعلن عن تشكيلها أمس فقط لتمثيل المشاركين في الانقلاب. وقال الجنود المتمردين أمس إنهم استولوا على السلطة بسبب "عجز الحكومة على مواجهة الازمة في شمال مالي" حيث تخوض السلطات قتالا ضد "الطوارق". وذكرت وسائل إعلام محلية أن الرئيس أمادو توماني توريه لا يزال داخل معسكر للجيش يخضع لحراسة قوات موالية له. كان من المقرر أن يتقدم توريه باستقالته قبل الانتخابات المقررة هناك نهاية نيسان/أبريل المقبل، ولمن يكن ينوي الترشح لولاية جديدة. وذكرت التقارير أن أعضاء "اللجنة الوطنية لاستعادة الديمقراطية والدولة" اعتقلوا عددا من مسئولي الحكومة، بينهم وزير الخارجية وعمدة العاصمة باماكو في معسكرات تابعة للجيش ومراكز الشرطة. وقالت منظمة العفو الدولية إن ثلاثة مدنيين على الأقل لقوا حتفهم أمس الخميس متأثرين بطلقات طائشة أطلقها جنود في وسط باماكو. كما أصيب 28 آخرون في الاضطرابات. تم إلغاء جميع الرحلات الجوية من مالي وإليها صباح اليوم، كما ظلت الحدود البرية مغلقة. ونصحت السفارتان الأمريكية والفرنسية المواطنين الأجانب بأن يلزموا منازلهم، وتحدثت تقارير عن وقوع عمليات سلب في الساعات الأولى من صباح اليوم استهدفت منازل وزراء الحكومة المعتقلين. وأعرب الكثيرون من أبناء مالي التي يشكل المسلمون فيها حوالي 90% من تعداد السكان عن غضبهم إزاء حظر التجول اليوم والذي أعاقهم عن تأدية صلاة ظهر الجمعة.