لا يخلو مهرجان شعري على مستوى الخليج من مشاركة الشعراء السعوديين، الذين تشكل مشاركتهم عنصرا أساسيا من عناصر نجاح أي تجمع شعري، وبالطبع فإن هذه المشاركات لا تكون بالمجان، حتى ان توجه مجموعة من الشعراء السعوديين البارزين إلى عدم الاعتذار عن الدعوات التي تأتيهم من المهرجانات الكبيرة لهو رسالة صريحة على أن المادة أصبحت هي العنصر الأهم في جميع تلك المشاركات ولم يعد للوهج الإعلامي الذي يصاحب بعض الأمسيات أي دور في القبول أو الرفض على الأقل عند البعض منهم, خصوصا ان الشعراء المشاهير قد نالوا من الشهرة والانتشار ما يغنيهم عن مجرد التواجد للظهور الإعلامي لذلك أصبحت المادة هي الهدف الأساسي لأغلبهم. البعض من الشعراء تمادوا وأصبحوا يبحثون عن المادة دون حياء وبشكل يثير الشفقة, حيث تفرغ البعض منهم للشحاذة سواء على منصة الأمسية أو خارجها, بل وصل الأمر ببعضهم إلى المبيت أياما بحثا عن هدية أو مبلغ مادي وعند مقارنة ما يحصل عليه الشاعر من مكافآت مادية نظير مشاركته في أمسية شعرية قد تصل إلى المليون ريال, وأيضا ما قد يحصل عليه من ملايين الريالات في حال فوزه في مسابقة شعرية, وما قد يحصل عليه عند مشاركته في أمسية شعرية محلية يجد أن الفارق الكبير جدا في هذه المكافآت قد شكل حاجزا أمام تواجده في الأمسيات والمهرجانات التي تقام بالمملكة حيث ان عددا كبيرا من شعرائنا السعوديين الذين برزوا خليجيا وأصبح لهم حضور مؤثر لم يعودوا يشاركون في المهرجانات المحلية, وينتظرون الفرصة تلو الأخرى ليتم استدعاؤهم للمشاركة في المهرجانات الخليجية. وبصريح العبارة وبنظرة وتقييم سريعين لمشاركات الشعراء السعوديين في المهرجانات الخليجية، فإن بعض هؤلاء الشعراء حضروا شعريا وتألقوا بشكل كبير ومثلوا الوجه المشرق للشاعر السعودي, حتى وإن كانوا يبحثون عن المادة عن طريق هذه المشاركات، فهذا حق من حقوقهم متى ما كان متفقا عليه نظير مشاركة معينة, في حين أن هناك البعض من الشعراء تمادوا وأصبحوا يبحثون عن المادة دون حياء وبشكل يثير الشفقة, حيث تفرغ البعض منهم للشحاذة سواء على منصة الأمسية أو خارجها, بل وصل الأمر ببعضهم إلى المبيت أياما بحثا عن هدية أو مبلغ مادي في مشهد يعكس طريقة تفكير هؤلاء الشعراء الذين أساءوا لأنفسهم قبل أن يسيئوا للشعر والشعراء.. [email protected]