أضطر للاعتذار أحيانًا عن عدم نشر قصائد تصلني من بعض الشعراء، نظرًا لما تحمله من هجوم واضح من شاعر على شاعر آخر، وأرى أنه ليس له ما يبرّره رغم تأكيد الشاعر لي بأن الشاعر الآخر صديقه، وأنه لن يغضب ويمتلك حق الرد، مما يوضّح أن هناك اتفاقًا بينهما على القيام بمسرحية أمام الجمهور، ليصبحا فيما بعد مادة دسمة للمتابعين، وهذه الوسيلة بالنسبة لهما مهمة، فهما يعتقدان أنهما بهذا الفعل يبقيان في الذاكرة لأطول فترة ممكنة. ولذلك اصبح من غير المستغرب أن تستمع لأحد الشعراء وهو يهجو شاعرًا آخر هو في حقيقة الأمر صديقه وذلك، في امسية شعرية او في لقاء تليفزيوني أو حتى في مجلة شعبية تبحث عن مثل هذه الإثارة الرخيصة. مجموعة من الشعراء استغلوا منابر الأمسيات للهجوم على بعضهم البعض رغم أنهم في حقيقة الأمر أصدقاء بل «شلة واحدة».. كنت في جلسة وديّة بعد الأمسية الأولى لمهرجان «أهل القصيد» التي أقيمت يوم الخميس الماضي في البحرين، مع بعض الاصدقاء من بينهم بندر السعيد رئيس المهرجان، والإعلامي البحريني محمد خلف، والشاعر الجميل صالح السكيبي، وتناقشنا حول هذا الموضوع وكيف ان مجموعة من الشعراء استغلوا منابر الأمسيات للهجوم على بعضهم البعض رغم أنهم في حقيقة الأمر أصدقاء، بل «شلة واحدة»، يجلسون مع بعضهم البعض، ويسمعون بعضهم القصائد الجديدة، ولكنهم يبحثون عن لفت نظر الجمهور من خلال التهجّم شعريًا على بعضهم البعض، وقد لفت نظري من خلال هذه الجلسة أننا متفقون على الأسماء التي تقوم بهذا الفعل. الأمر الذي اتضح هنا أن هؤلاء الشعراء أصبحوا بالفعل مكشوفين، فلا احد غيرهم يقوم بهذه الأفعال التي تسيء لصاحبها رغم ما يملكونه من حضور وجماهيرية تغنيهم، ولا تجعلهم في حاجة لإثارة سلبية تسيء لهم أكثر مما تخدمهم. [email protected]