يمثل المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» حوارا بين مختلف التيارات الثقافية والعربية في العالم العربي. مهرجان «الجنادرية» يمثل حقلا من حقول التواصل الثقافي. (واس) وعبر ضيوف المهرجان أنه كان فرصة للالتقاء بمثقفين كانوا يقرأون لهم ويختلفون معهم، لكن الظروف والبعد المكاني لم يسمح لهم بالالتقاء، وهذا ما وفّره لهم مهرجان «الجنادرية». معلم عربي يقول الباحث د. عبد الحسين شعبان: إن الجنادرية ملتقى مناسب ومهم لجهة تبادل الثقافات والحضارات وتواصلهما، خصوصا وأن فكرة ارتباط التراث بالأصالة يعني فيما يعنيه التواصل بين الماضي والحاضر، مع استشراف آفاق المستقبل. المهرجان رعى العديد من المثقفين العرب وساهم في لحمة الثقافة العربية من خلال لقاء المثقفين، بل فتح نافذة سعودية للثقافة، كما عرّف السعوديين بالثقافة العربية. ويعتقد د. شعبان أن تعزيز الارتباط بالتراث يتم بالانفتاح على الثقافات والحضارات الأخرى والتلاقح بين حضارتنا وبين الحضارات الأخرى، لأن هذه المسألة في غاية الأهمية، كما تعلق به بعلاقة الثقافات من تبادل وتواصل وارتباط يشكل علامة من علامات العولمة بوجهها الإيجابي، موضحا أنه لا يعني وجه العولمة السلبي، لأن العولمة لها دوركبير في عولمة الثقافة والفن وفي عولمة الحقوق وفي عولمة العلوم، معتبرا أن هذا الأمر لابد أن يأخذ بعين الاعتبار عند الحديث عن محطة «الجنادرية» باعتبارها ملتقى للأدباء والمثقفين السعوديين والعرب ومن مختلف دول العالم الإسلامي، بل إنه يعتبر المهرجان ملتقى عالميا أصبح يشكل معلما من المعالم الحياة الثقافية العربية. حقل تواصل ثقافي ويقول الباحث فاضل الربيعي: «أعتقد أن مهرجان الجنادرية مهم عربيا، لأن عددا كبيرا من المثقفين العرب يجتمعون ويلتقون فيه، من روائيين وشعراء إلى كثير من الأسماء الكبيرة في مختلف الثقافات العربية، بينهم الشاعر والمؤرخ، وحتى من الثقافات الأخرى، مثل المفكر الإيراني عطا الله المهاجراني، وغيره من المفكرين اليابانيين»، مشيرا إلى أن «الجنادرية» تشكل «حقلا من حقول التواصل الثقافي العربي من جهة والعالمي من جهة أخرى». لحمة للثقافة العربية من جانبه، يرى الكاتب عبد الوهاب بدرخان أن المهرجان رعى العديد من المثقفين العرب وساهم في لحمة الثقافة العربية من خلال لقاء المثقفين، بل فتح نافذة سعودية للثقافة، كما عرّف السعوديين بالثقافة العربية من خلال أسماء ثقافية عربية لامعة. وأوضح أن مثل هذا التقارب الثقافي العربي شكل معلما من معالم الحياة الأدبية والثقافية العربية من خلال مهرجان الجنادرية خلال أكثر من ربع قرن. حاجة إلى التنوع وتطرق الشاعر أحمد بخيت إلى نقطة اعتبرها مهمة، وقال: إن «الأمر الذي نحن بحاجة إليه الآن، هو المزيد من التنوع الثقافي العربي، وإلى مزيد من المشاركات على صعيد الأدب وعلى صعيد الفن والفكر وعلى صعيد الفلسفة، وإلى مزيد من التنوع الاجتماعي، عبر مشاركة المرأة وتفعيل دورها وحضورها ومساهمتها في الندوات وفي إدارة الأمسيات وفي تقديم العمل الإبداعي». وأضاف: « أيضا، نحن بحاجة إلى التنوع الثقافي العروبي والتنوع القومي والأدبي»، معتبرا أن هذا الأمر بحاجة إلى أن يكون فضاء الجنادرية الثقافي رحبا واسعا ويتسم بالتسامح، مما سيساهم في استقطاب طاقات إبداعية وفكرية وثقافية وأدبية، مع أن القائمين على المهرجان جديرون بهذا العمل وبمثل هذا الانفتاح، وجديرون بمثل هذا التنوع الثقافي العربي الذي يمثل موزابيك ملون للثقافة العربية.