يفرز الحراك الاجتماعي في المملكة خصوصا تلك الاحداث ذات الصلة بالآراء الدينية المتعلقه بشؤون المرأة كما كبيرا ومتنوعا من المقالات الصحفية كما شاهدناه مصحوبا مع قضية توظيف الكاشيرات وما نشهده بين الفينة والاخرى حول قضية الاختلاط ومسألة المحرم. والسجال المحتدم الذي لا ينتهي في هذا الصدد يأتي محملا ومعبأ عبر مقالات يتصدرها فريقان من الكتاب المثقفين والمختصين في القضايا الاجتماعية ومن أهل العلوم الدينية. فريق ينطلق من واقع ان النص الديني لابد من ان يأخذ مساره للتطبيق ليتمظهر عبر اشكال من التطبيقات الصارمة وفريق تتشكل قراءته للواقع من خلال ان الواقع والضرورة الملحة التي تحف به اساس يستلزم للأخذ بمنطق المباح أكثر من منطق الحرمة او الكراهية. هذا الشكل من الحراك والسجال المستجد والمتصاعد في التعاطي مع القضايا الاجتماعية والفكرية في المجتمع السعودي ينم عن نزعة الحرية المتصاعدة في التعبير والنقد والتحليل للقضايا مغادرا بذلك التعاطي الساذج مع قضاياه المصيرية . ان فريق التطبيق الصارم للنص يعبر عن قناعته في أن (المنور) منه يمر الهداية ولا يهدأ بالا حتى يراه واقعا. ويقابله (المتنور) الذي يشمر عن ذراعيه كلما استلزم الاصطكاك مع المنور منافحا عن أهمية المعالجات غير التقليدية. المنور يقرأ النص دون أن يرى حرج الواقع وافرازاته والمتنور يندفع مكتويا بالواقع ومنفعلا بتبعاته فيرى النص حيث يرى الحل كما يراه. ان فريق التطبيق الصارم للنص يعبر عن قناعته في أن (المنور) منه يمر الهداية ولا يهدأ بالا حتى يراه واقعا . ويقابله (المتنور) الذي يشمر عن ذراعيه كلما استلزم الاصطكاك مع المنور منافحا عن أهمية المعالجات غير التقليديةهذا النزاع يكاد يكون الصورة العامة لطبيعة المقالات التي تأتي كالسيل الجارف بعد كل قضية أو حدث. يا ترى هل التزام المنور او المتنور بموقعه يفضي لمعالجات ناهضة؟ هل قضايا الناس وحياتهم الحرجة وقود لهذا السجال؟ ام انه آلة تفضي لحلول مبتكره؟ هل يمكن للمنور حيث هو تحقيق الاصلاح دون ان يضع بنظر الاعتبار ان التنمية التي نعيشها تخلق واقعا وتبعات جديدة. فهل يصح ان نقبل بالمقدمات ونرفض النتائج؟ والمتنور ينطلق من ان تبعات الواقع مبرر للانتقائية في ما نطبق ولا نطبق. المقاربة لانهاء السجال هو ان المنور يأخذ شيئا من ادراك المتنور للواقع وافرازاته والمتنور بحاجة لادراك ما أدركه المنور للنص وفهمه. فالحقيقة التي لا مناص منها هو ان ليس كل تحول تطورا وبالتالي دون الضوابط الدينية المتعقلنة بالواقع سوف نصبح قطعانا تائهة. [email protected]