أكد عدد من الإعلاميين العرب المشاركين في التغطية الإعلامية لوقائع وأحداث القمة العربية التي تنعقد اليوم في الظهران، على أهمية أن يبحث القادة العرب عددًا من الملفات الساخنة والمهمة، لا سيما أنها تأتي في ظل ظروف استثنائية تمر بها المنطقة، ولذلك تحتاج أن تخرج بتوصيات حازمة، يلمسها المواطن العربي على أرض الواقع، وتكون مختلفة عن القمم السابقة وملفاتها العالقة. وأشاروا في تصريحات خاصة ل «اليوم» إلى أن المجتمع الدولي يعوّل على الدور الذي تلعبه المملكة؛ من أجل دعم واتخاذ عدة قرارات كبيرة على مستوى الحدث. ظروف استثنائية قال مراسل قناة الحرة الأمريكية حيدر العبدلي: لهذه القمة أهمية كبيرة في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها المنطقة العربية جراء الأزمات السياسية والأمنية التي عصفت بالعديد من الدول العربية، واليوم هناك العديد من الملفات على طاولة الزعماء العرب في هذه القمة، بعضها عالق من قمة عمان، وبعضها لم يجد الطريق للحل، وكذلك بحث الأزمات في سوريا والتدخل الإيراني في اليمن وسوريا ودعم الحوثيين، حيث يعتبر ملفًا مهمًا جدا في هذه القمة ولا بد من طرحه بقوة، إلى جانب القضية الفلسطينية واعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالقدس عاصمة لإسرائيل، وأيضا ملف السلام في البلدان التي تعاني من تداعيات الأزمات وانتشار التنظيمات المتشددة والمتطرفة وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي، والمدن المدمرة في العراق حاضرة بقوة أيضا على طاولة القادة. ملفات ساخنة وذكر مراسل قناة الغد الفضائية ضياء حجية، أن القمة الحالية تأتي في ظروف غاية في التعقيد ومنها ملف القضية الفلسطينية، كما تأتي قبل شهر من نقل السفارة، وهي أول قمة بعد قرار الرئيس الأمريكي اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، بالإضافة إلى تطورات الملفات السورية واليمنية والليبية والعراقية وغيرها من القضايا الهامة في الوطن العربي. تحديات كبرى وقال الإعلامي المصري محمد الحمراوي: ربما تصادف القمة في المملكة وتزامن الأمر مع التحديات الموجودة في المنطقة بشكل كبير في الوقت الحالي، خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، يتفق البعض أو يختلف بشأن مجريات الأمر والتفاعل العربي مع القضية الفلسطينية، لكن تظل الآمال معلقة على القمة الحالية وعلى الدور العربي لا سيما المملكة، وبالتالي استضافتها لهذه القمة في هذا التوقيت ستضع آمالا كبيرة بخصوص كافة القضايا خصوصا القضية الفلسطينية والأزمة السورية - التي للمملكة دور فاعل فيها - والتدخلات الإيرانية والتنظيمات الإرهابية وغيرها، وبالتالي ننتظر أن يكون هناك تنسيق أكثر بين الدول العربية، وأن تكون هذه القمة قادرة بأن تدفع بورقة عربية واحدة في اتجاه التعامل، وأضاف: لا يوجد لدينا اتفاق في التعامل مع الأزمات، وبالتالي نكون بحاجة إلى تعاون كبير فيما بيننا على لم الشمل العربي المشترك والدفع بمسيرة العالم العربي المشترك ثم الاتفاق على ورقة عمل واحدة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وأيضا الأزمة السورية، وأن تقود المملكة هذه الورقة باتفاق مع المجتمع الدولي ويتم العمل على حلها خلال الفترة المقبلة. أزمات خطيرة وأضاف مراسل قناة صفا الفضائية: تنعقد القمة العربية في وقت به أزمات خطيرة جدا ومعقدة لا سيما مع القضية المحورية الكبيرة وهي القضية الفلسطينية، والقضية الكبرى الأخرى وهي التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية والانتهاكات المتواصلة بها، مما ساهم في تنمية الجماعات الإرهابية والميليشيات الطائفية داخل منطقتنا، مؤكدًا أن القمة تحتاج لوقفة كبيرة من الزعماء العرب؛ لمحاولة وضع حلول واضحة للقضية الفلسطينية وإيقاف التدخلات الإيرانية المستمرة، وعدد من القضايا العربية الشائكة كالإرهاب، ثم قضية اللاجئين السوريين والتدخلات غير العربية في المنطقة للمحافظة على السيادة العربية. مراسلو وسائل محلية يعكفون على إعداد تقاريرهم بالمركز إعلاميون يستفيدون من خدمات المركز (تصوير - مرتضى بوخمسين) مراسلون: ثقل المملكة يوحد العرب أبدى مراسلو وسائل إعلامية عربية تفاؤلهم بمخرجات أكثر وضوحا بشأن القضية الفلسطينية استنادا لثقل المملكة في المحورين العربي والدولي، وقالوا: هناك أمل كبير خصوصا فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني وقضية القدس بصفتها قضية العرب الأولى، بأن يتم وضع النقاط على الحروف، ويتم إعلان موقف واضح وصريح بأن العرب لا يقبلون أي شرط يحيل القدس عاصمة لإسرائيل، وأن يتم التركيز على القضية الفلسطينية التي تعاني من احتلال طال بشكل كبير وهو لا يزال آخر احتلال في العالم، وما زال الفلسطينيون يدفعون الثمن في هذا الشأن. وأضافوا: هناك تعويل كبير على تكوين جهود كبيرة من خلال هذه القمة؛ لأن ثقل المملكة العربية السعودية في هذه القمة قد يدفع إلى اتخاذ عدة قرارات كبيرة على مستوى الحدث، وأن تعيد الأمن القومي العربي وتوحيد العرب واللحمة على مختلف الأصعدة، وأن يتوحد العرب في مواجهة أكبر المشاريع فعليا في الشرق الأوسط. الفولي يتحدث إلى الزميل الدوسري الإعلامي الفولي: القمة في المملكة استثنائية أكد الإعلامي أحمد الفولي أن بعض المراقبين يرون أن هذه القمة يجب عليها أن تتوجه وتتحول من القمم التي كانت مجرد حبر على ورق إلى عمل فعلي، إذ أن المجتمع الدولي يعول اليوم على الدور الذي تلعبه السعودية من أجل دعم ونشر الأمن والاستقرار في المنطقة، العالم اليوم يتوجه بأنظاره إلى السعودية من أجل أن تكون هذه القمة مختلفة عن باقي القمم بطابعها وبالدور الذي يقوم به الملك سلمان وولي عهده، هذه الجهود التي يشاهدها اليوم المجتمع الدولي، الكل يترقب وينتظر منها أن تثمر في المرحلة المقبلة اقتصادا عربيا مزدهرا خصوصا في ظل الخطة التي أطلقتها السعودية لتحسين واقع الاقتصادات العربية والشراكة مع هذه الدول، وهو ما يراه بعض المراقبين أنه حالة مهمة من الانتقال من مرحلة الدول العربية إلى مرحلة الشراكات ما بين هذه الدول المدعومة من السعودية، وبالتأكيد الملفات السياسية أيضا ستكون مهمة على طاولة القادة العرب، وننتظر من القادة العرب أن يخرجوا هذه القمة بقرارات تنعكس بشكل مباشر على الشعوب العربية سياسيا وأمنيا واقتصاديا؛ من أجل تحسين المستوى المعيشي للمواطن العربي. مفيدا في الوقت نفسه بأن العراق يبحث اليوم عن دعم من الدول المشاركة في هذه القمة، ويأمل من خلالها إلى إقرار صندوق لدعم المدن التي دمرت بسبب الحرب على داعش، ودعم النازحين الذين هُجروا من منازلهم إلى الدول المجاورة، وإلى باقي المحافظات والذين يعيشون في خيام حتى يومنا هذا.