أعرب سفير فلسطين السابق في مصر والجامعة العربية، د.بركات الفرا، عن أمله في تبني القمة العربية مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله-، التي أطلقها فى القمة العربية ببيروت 2002 لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي، مؤكدا في تصريحات خاصة ل«اليوم»، أن خطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبومازن» للتفاوض مع الطرف الإسرائيلي تنبع من المبادرة العربية. وأضاف: إن القمة العربية تأتي في منعطف فارق يمر به الوطن العربي، مشددا على ضرورة حسم القضايا الشائكة التي تهدد أمنه واستقراره، لا سيما المتعلقة بمواجهة تنامي خطر الإرهاب، إضافة إلى التصدي بقوة لأطماع القوى الإقليمية التي تخطط لوضع قدمها في دول المنطقة والتدخل في شؤون عدد منها عن طريق ميليشيات تدين لها بالولاء، وهو ما يعني استمرار التمزق والتشرذم في عدة دول شقيقة، لافتا إلى أنه مخطط لتفتيت العرب وإضعافهم لاستعادة زعامات سقطت من ذاكرة التاريخ. وقال الفرا: «المملكة من أكبر الداعمين للقضية الفلسطينية على مدار التاريخ»، مشيدا بدور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان في أزمة القدس الأخيرة، ووصف الدور السعودي تجاه قضية السلام في الشرق الأوسط بالمشرف، لافتا إلى أن الملك سلمان بن عبدالعزيز، والأمير محمد بن سلمان يبذلان جهودا مضنية للدفاع عن القدس الشريف، مؤكدا أن المملكة تعد الداعم الأول والمساند للقضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن الدبلوماسية السعودية حققت نجاحا واسعا في الآونة الأخيرة في حلحلة القضايا العربية بفضل الرؤية الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين. ووصف السفير الفلسطيني السابق، قرار واشنطن بشأن القدس بالمتناقض مع كل القرارات الدولية، مشيرا إلى أنه لن يغير من عروبة القدس وهويتها، مطالبا برؤية عربية لمواجهة القرار الأمريكي، ومنع أي دولة من اتخاذ قرار مماثل. وطالب الفرا بإنهاء حالة الانقسام بين الفصائل السياسية في بلاده، متهما حركة حماس بأنها وراء تردي الأوضاع في قطاع غزة، وأكد أن تقارير البنك الدولي تحذر من انعدام صلاحية القطاع للحياة البشرية بحلول 2020. وتطرق د. الفرا إلى خيار المقاومة، مؤكدا أن العدو الصهيوني لن يجدي معه إلا التصعيد، لكنه شدد على أن ذلك يتطلب حشد الدعم الإقليمي والدولي لمناصرة القضية الفلسطينية مثل الاتحاد الأفريقي، الذي يمكن أن يمارس ضغوطا دولية جنبا إلى جنب مع جامعة الدول العربية، فضلا عن الاستعانة بجهود منظمة التعاون الإسلامي ودول عدم الانحياز والبرلمان العربي والدولي لإكساب القضية الصفة الدولية مع استمرار جهود المنظمات المعنية بحقوق الإنسان للتنديد بالانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين. وحذر السفير الفلسطيني السابق من خطورة الدور «الإيراني - القطري» في تعميق الانقسامات بين الفصائل السياسية الفلسطينية، منتقدا في ذات الوقت التدخل الإيراني السافر في شؤون عدد من الدول العربية، وأوضح أن طهران تحاول البحث عن موطئ قدم في الشرق الأوسط، مبديا اسفه للمساعدة التي قدمتها دولة قطر لإيران والسماح لها بالتغلغل في المنطقة، ولفت إلى يقظة السعودية وقيادتها للتحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن، الذي اوقف نظام الملالي عن العبث بأمن واستقرار المنطقة العربية، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية تأثرت بشدة بتدخل جماعة الإخوان الإرهابية، التي حاولت الوقيعة بين أبناء الشعبين المصري والفلسطيني.