منذ أن وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى سدة الحكم في الولاياتالمتحدة، وخارطة التجارة العالمية بدأت تتغير شيئا فشيئا. وقد شهد العالم الأسبوع الماضي القرارات الأمريكية في فرض رسوم جمركية على بعض السلع التي تغزو الأسواق الأمريكية. وكانت أهداف الرئيس الأمريكي واضحة أنه ينوي تعديل الميزان التجاري الأمريكي، خصوصا مع الدول التي يسجل الميزان التجاري عجزا كبيرا معها، وكان هجوم الرئيس الأمريكي موجها ضد الصين التي تسجل أكبر فائض تجاري مع أمريكا، حيث إن الفرق في الميزان التجاري بين البلدين يفوق 300 مليار دولار لصالح الصين، ولهذا كانت البداية من الصين ولكن الأكيد أنها لن تتوقف هذه الحرب التجارية على الصين فقط، فهي ستطال جميع الدول التي يسجل ميزانها التجاري فائضا مع أمريكا، فهناك المكسيك وكندا واليابان وألمانيا. أما ما يخص الميزان التجاري الأمريكي مع الدول العربية، فإحصائيات 2016م تدل على أن الميزان التجاري للدول العربية مع الولاياتالمتحدة يميل إلى صالح الولاياتالمتحدة، فحجم التجارة بين الدول العربية وأمريكا في عام 2016م بلغ حوالي 105 مليارات دولار، وذلك بصادرات امريكية للأسواق العربية بحوالي 64.2 مليار دولار، وواردات أمريكية من الدول العربية بحوالي 41 مليار دولار وهذا يدل على أن الفائض كبير لصالح الولاياتالمتحدة. أما التجارة بين المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدة فتدل الأرقام على أن السعودية تحتل الرقم 20 في قائمة الشركاء التجاريين لأمريكا، وهي الشريك التجاري الأكبر للولايات المتحدةالامريكية بين الدول العربية، حيث تصدر امريكا بضائع للسعودية بقيمة 27.7 مليار دولار وهذا يشكل حوالي 1.3% من صادرات أمريكا، كما تستورد أمريكا من السعودية ما قيمته حوالي 20 مليار دولار وهذا يشكل حوالي 0.7% من واردات أمريكا. وغالب قيمة هذه الصادرات هي مواد بترولية. وهذا يدل على أن قيمة الصادرات السعودية لأمريكا تتغير باستمرار مع تغير أسعار النفط.