تلوح في الأفق حرب تجارية بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وكبرى الدول المصدرة للحديد والصلب والألومنيوم، خصوصا كندا وأوروبا، بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي عزمه على فرض ضرائب بنسبة 25% على واردات الصلب و10% على واردات الألومنيوم، وذلك بدواعي حماية الأمن القومي والاقتصاد الأمريكي والصناعات الأمريكية، ولكن ما الذي دعا الرئيس الأمريكي لاتخاذ هذه الخطوات والإجراءات، التي تخالف ما اتفق عليه العالم في تسهيل التجارة العالمية وإزالة الحواجز، والتي تعرقل نمو التجارة العالمية والتبادل التجاري بين الدول؟. السبب هو الخلل في الميزان التجاري الأمريكي، الذي يسجل عجزا متواصلا خلال السنوات الماضية، وهذا العجز يزداد حيث سجل عجز الميزان التجاري الأمريكي السنة الماضية 566 مليار دولار وهذا يمثل حوالي 2.9% من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدةالأمريكية. وتبلغ قيمة الواردات الأمريكية 2895.3 مليار دولار، كما تبلغ الصادرات حوالي 2329.3 مليار دولار، رغم أن الصادرات الأمريكية في عام 2017 م زادت إلا أن الواردات زادت بنسبة أكبر من الصادرات وهذا ما يشكل ضغطا على الاقتصاد الأمريكي، ويهدد المصانع الأمريكية والمنتج الأمريكي الذي يفقد مكانه لصالح المنتج المستورد من دول العالم الخارجي التي تستفيد من ضخامة السوق الأمريكي. لكن ما يعتزم الرئيس الأمريكي القيام به يبدو أنه يتماشى مع مزاج الشارع الأمريكي، حيث إن الرئيس ترامب قد أعلن في حملته الانتخابية انه أتى لحماية الاقتصاد الأمريكي والمصالح الأمريكية حتى لو تعارض هذا الشيء مع الاتفاقات الدولية، التي أبرمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية عبر العقود الماضية، ويتضح هذا في تصريح الرئيس الأمريكي، حيث قال: «إن الحروب التجارية مفيدة ومن السهل كسبها». وهو رد صريح على مدير عام منظمة التجارة العالمية، الذي حذر أمريكا من هذا الإجراء، وقال إنها حرب تجارية ستدفع أمريكا ثمنها، والاقتصاد العالمي هو الخاسر الأكبر لهذه الإجراءات.