بدلا من التحطيم والنقد شجعوه ووجهوه، أبوجفين موهبة فذة شعرية وكوميدية سطع نجمه بشكل يفوق الخيال، أبيات شعرية يلقيها بأسلوب كوميدي خاص عبر يومياته والتي تتحدث عن أخلاقيات الرجل الشهم. موهبة في فترة قصيرة استطاعت أن تكون لها قاعدة جماهيرية كبيرة من المعجبين والمتابعين. قتل المواهب كارثة، لأن الموهبة كالنبتة لا يستفاد منها إلا إذا سقيت بالعناية والرعاية والاهتمام. وأبو جفين موهبة تحتاج للتشجيع والصقل والتنمية لا للنقد والتحطيم. لا شك أن الموهوبين ثروة الوطن والأمة ومستقبلها شريطة رعايتهم وتطوير ملكاتهم وتوفير الرعاية النفسية لهم، وبوضع البرامج التوجيهية والإرشادية نضمن لهم نموا نفسيا وعقليا واجتماعيا متكاملا. وجود كتاب لمشهور مثل «أبو جفين» في معرض الرياض الدولي للكتاب أقول أين المشكلة؟، فالمشاهير حتى وإن كانوا لا يقدمون طرحا ذا قيمة، إلا أنهم ومن حيث المبدأ من حقهم أن يعبروا عن أنفسهم في أي وسيلة وفي أي مناسبة. ومنع كتاب في المعرض فيه الكثير من الغرابة خاصة وأن المؤلف طفل موهوب أراد أن يقدم موهبته للكبار الذين رفضوا أن يمنحوه شيئا من التشجيع والتوجيه. مع العلم أن سمو الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية - رعاه الله - شجع - وبقوة - الشباب، من خلال توجيهه بأن تضم إثنينية سموه طلبة المتوسط والثانوي، وبهذا التوجيه وضع سموه حجر الأساس المتين للشباب للترشيد ولتنشئة فعالة عمادها التقدير، تقدير الذات للصغير كما للكبير. إثنينية سمو الأمير يحضرها علماء كبار وأدباء ورجال فكر ووجهاء، هذه هي المواقف التي يقصد منها التنشئة السليمة والاحتواء الذي يجسد مسؤولية الكبار. أما موقف من وقف في وجه طفل موهوب فغير صحيح، لأنه استطاع أن يحصل على مئات الآلاف من المتابعين في مواقع التواصل الاجتماعي، وقد تجاوز عدد مشاهداته أكثر من 9 ملايين ونصف مليون مشاهدة. أنا مع حجم معرض الرياض الدولي للكتاب الكبير وواجهته الثقافية للبلد ومعاييره الصارمة لإجازة الكتب والاحتفاء بمن يستحقه من المفكرين والأدباء والمثقفين. لكن ما هكذا يعامل الصغار خاصة الموهوبين. أبوجفين لا يستحق كل هذا الغضب هناك بدائل كثيرة مقنعة دون أن تجرح ثقته بنفسه. أشعر أن هذا الصبي الموهوب سيكون له شأن كبير، في حديث له في إحدى الفضائيات قال: هناك امرأة انتقدت الكتاب الذي أصدرته واتهمتني بأنني عديم الفكر وصغير السن، لكن الإبداع لا يتوقف على السن. وذكر أنه «من عمر 9سنوات وهو يقرأ خاصة وأنه نشأ في بيئة علمية». كتابه «توصون شي ولاش» تجدر الإشارة إلى أن صحفية - للأسف - انتقصت من حق ابو جفين واستغربت كيف يسمح لطفل بالمشاركة في المعرض دون امتلاكه للعلم والثقافة. رجاء امنحوا شبابنا الفرصة؛ ليحققوا أحلامهم بالتوجيه، أتساءل لماذا الغرب يدعم الفاشل حتى ينجح.. والعرب يحطمون الناجح حتى يفشل؟