حذرت واشنطن أمس، نظام الأسد من استخدام الكيماوي ضد المدنيين في حملته التطهيرية على سكان الغوطة الشرقية المحاصرة، في وقت أكدت فيه موسكو أن مسلحي المعارضة يبحثون عرضا لإخراج عشرات المدنيين مقابل مغادرتهم مع عائلاتهم، مشيرة إلى أن عرضها للتفاوض لن يتكرر. تحذير أمريكي ولوح وزير الدفاع الأمريكى جيمس ماتيس، قبيل زيارته التي بدأت أمس، إلى سلطنة عمان، باتخاذ ما سماه اجراءات عملية بحق نظام الأسد لو ثبت تورطه في ضرب المدنيين بالسلاح الكيماوي، محذرا اياه في ذات الوقت من استخدام الغاز كسلاح، وانتقد روسيا لدعمها النظام السوري. ومن جهة أخرى، أعلن الناطق باسم مركز المصالحة الروسي في سوريا، اللواء فلاديمير زولوتوخين تقدم عملية المفاوضات مع المسلحين في الغوطة، في وقت نفى فيه جيش الإسلام وفيلق الرحمن، أبرز فصائل المعارضة في منطقة الغوطة، وجود أي مفاوضات. ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن زولوتوخين «إن المسلحين يبحثون إمكانية إخراج عشرات السكان مقابل مغادرة الغوطة مع عائلاتهم». وأعلن أنه يجري معهم مفاوضات لإخراج دفعة جديدة من المسلحين من هناك، مشيرا إلى أنه يجب استغلالها لانها قد لا تتكرر. المعارضة تنفي في المقابل، غرد الممثل السياسي لجيش الإسلام، محمد علوش،على تويتر «الغوطة، تعرف كيف تفاوض عن نفسها، ولم تفوض أي جهة بذلك ولها قيادة في الداخل وممثلون يفاوضون في الخارج». من جانبه، نفى وائل علوان الناطق باسم فيلق الرحمن، في تغريدة، وجود مفاوضات مباشرة مع روسيا، وقال «لا يوجد أي تكليف يسمح لأحد بالتفاوض عن ثوار الغوطة ومؤسساتها والجيش الحر فيها». وارتفع أمس، عدد القتلى جراء القصف الجوي والمدفعي والصاروخي الذي يطال مدنها وبلداتها إلى أكثر من ثلاثين شهيدا غالبيتهم في مدينة دوما. وأكد الدفاع المدني في ريف دمشق أن دوما، ودعت عشرين شهيدا بينهم 4 أطفال و3 نساء، وذلك إثر تعرضها لأكثر من 75 غارة جوية من طيران النظام. ارتفاع القتلى وعملت فرق الانقاذ على انتشال الشهداء وإسعاف الجرحى للنقاط الطبية والمشافي الميدانية، في ظل استمرار القصف وسط شح في المواد والكوادر الطبية والأدوية جراء الحصار المفروض على الغوطة منذ أعوام. ووثق ناشطون ارتكاب مجزرة في حرستا راح ضحيتها 9 شهداء، حيث تعرضت الأحياء لقصف بأكثر من 80 صاروخ «أرض - أرض» و50 غارة جوية. وتعرضت عربين لقصف ب17 برميلا متفجرا ألقاها الطيران المروحي على المنازل، فيما استهدفت الأحياء السكنية ب 12 غارة جوية بعضها محمل بمادة النابالم الحارق، ترافقت مع قصف بالعشرات من الصواريخ. اشتباك مسلح في غضون هذا، قال المرصد «إن جيش النظام اشتبك في معارك عنيفة مع فصائل المعارضة المسلحة في وقت مبكر الأحد، على جبهة مهمة في الغوطة حيث قسم تقدم ميليشيات الأسد، الجيب الخاضع للمعارضة فعليا إلى ثلاثة أجزاء»، وذكر أن أكثر من 1100 مدني قتلوا خلال ثلاثة أسابيع من الهجوم على الغوطة. وبعيدا في اللاذقية، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، أن طائرات «دورون» شنت هجوما على مطار حميميم العسكري في محافظة اللاذقية، والذي تتخذه روسيا كقاعدة عسكرية. وأوضح المرصد أن القوات الروسية المتواجدة في القاعدة تمكنت من صده.