بحث مسؤولون محليون في الغوطة الشرقية المحاصَرة قرب دمشق أمس، في اتفاق لإجلاء مدنيين ومقاتلين من أحد أجزاء هذه المنطقة المحاصرة، بهدف إيقاف الحملة العسكرية المستمرة لقوات النظام السوري، وفق ما أفاد مصدر مفاوض و «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وتأتي المباحثات، على رغم نفي كل من «جيش الإسلام» و «فيلق الرحمن»، أبرز فصائل الغوطة، التفاوض مع النظام وإصرارهما على رفض سياسة الإجلاء. والتقت لجنة من مسؤولين محليين في مدينة حمورية أول من أمس ممثلين عن النظام للتفاوض، كما أعلن عضو في اللجنة لوكالة «فرانس برس» مفضلاً عدم الكشف عن هويته. وذكر عضو اللجنة، أن النقاش تضمن «عرضاً للمصالحة يتضمن خروج المدنيين والمقاتلين الراغبين من حمورية إلى مناطق أخرى تسيطر عليها الفصائل المعارضة»، من بينها محافظة إدلب شمال غربي سورية أو درعا جنوب البلاد. وأشار إلى أن اللجنة تناقش القرار وفي حال لم يتم التوافق، ستستكمل العملية العسكرية» كي تشمل حمورية. وخلال سنوات النزاع، شهدت مناطق سورية عدة بينها مدن وبلدات قرب دمشق عمليات إجلاء لآلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين، بموجب اتفاقات مع قوات النظام إثر حملات عسكرية عنيفة. وشكلت محافظة إدلب، التي تسيطر على الجزء الأكبر منها «هيئة تحرير الشام» التي تقودها «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) مع وجود محدود للفصائل، وجهة أساسية لهؤلاء. وأوضح مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» أن «المحادثات مستمرة في شأن بلدات حمورية وجسرين وسقبا»، مشيراً إلى أن «القرار قد يُتخذ في أي لحظة». ونفى»فيلق الرحمن» التابع ل «الجيش السوري الحر» الذي يسيطر على المدن الثلاث، مشاركته في أي محادثات، بعدما كرّر رفضه لأي عمليات إجلاء من الغوطة. وكتب الناطق باسم الفصيل وائل علوان على حسابه على موقع «تويتر»: «لا يوجد أي تكليف يسمح لأحد بالتفاوض عن ثوار الغوطة ومؤسساتها والجيش الحر فيها». وكان قائد «فيلق الرحمن» عبدالناصر شمير قال في تسجيل صوتي قبل يومين إنه لن يتهاون «مع أي أحد يريد أن يمد يده للنظام». وإلى جانب المحادثات المحلية، خرج الجمعة الماضي 13 مقاتلاً من «هيئة تحرير الشام» كانوا معتقلين لدى «جيش الإسلام» من الغوطة إثر مشاورات بين هذا الفصيل والأممالمتحدة. وتتواصل، وفق «جيش الإسلام»، المحادثات عبر الأممالمتحدة لإجلاء باقي عناصر «هيئة تحرير الشام». وذكر رئيس المكتب السياسي ل «جيش الإسلام» ياسر دلوان «ننتظر من فيلق الرحمن أن يتابع إخراج الباقي من طرفه»، مشيراً إلى أن «المحادثات عبر الأممالمتحدة وهي فقط لإخراج النصرة». وكانت الفصائل المعارضة في الغوطة أعلنت التزامها بإجلاء مسلّحي «هيئة تحرير الشام» بعد قرار لمجلس الأمن يطالب بوقف للأعمال الحربية، مستثنياً تنظيمي «داعش» و «القاعدة» و «الهيئة» وكافة المجموعات والأشخاص المرتبطين بها. ولم يصدر عن «الهيئة» أي موقف حول المحادثات. وذكرت وكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية بدورها الأحد أن المركز الروسي للمصالحة، ومقره قاعدة حميميم الجوية، يشارك في المحادثات مع الفصائل المعارضة في الغوطة، من دون تحديد هوية هذه الفصائل. ونقلت الوكالة عن ممثل للمركز فلاديمير زولوتوخين قوله «إن المقاتلين يدرسون إمكانية إجلاء عشرات السكان مقابل فرصة لخروجهم من المنطقة مع عائلاتهم».