أكّد «جيش الإسلام» أكبر فصائل المعارضة في غوطة دمشقالشرقية التمسّك بالدفاع عن المنطقة في وجه الهجوم البري والجوي الواسع التي تشنّه القوات النظامية ضد المنطقة، وذلك وسط أنباء روسية عن قبول «بعض مقاتلي المعارضة» عرض قدّمته موسكو بقضي بمغادرة المنطقة مع أسرهم. وقال الناطق باسم «جيش الإسلام» حمزة بيرقدار إن مقاتلي المعارضة سيدافعون عن الغوطة ولا مفاوضات على الخروج منها، مؤكداً أن «فصائل الغوطة ومقاتلوها وأهلها متمسكون بأرضهم وسيدافعون عنها». من جهته، شدّد وائل علوان الناطق باسم «فيلق الرحمن» ثاني أكبر فصائل المنطقة، على أنه «لا يوجد أي تواصل مع الروس، مباشر أم غير مباشر. ولا يوجد مباحثات عن الهدنة ولا المعابر». في غضون ذلك، أعلن الجنرال فلاديمير زولوتوخين الناطق باسم «المركز الروسي للمصالحة في سورية» التابع لوزارة الدفاع إن الأخيرة «تتلقى من الجانب السوري معلومات مفادها أنه في ظل الوضع الإنساني المتدهور في الغوطة الشرقية، يفكر بعض المسلحين بجدية في الخروج من المنطقة عبر ممر آمن، في حين ينظر البعض الآخر منهم إلى ذلك على أنه خيانة». إلى ذلك، ذكر الجيش الروسي في وقت متأخر من مساء أول من أمس، أنه ساعد على إجلاء 13 مدنياً من منطقة الغوطة، في شاحنات كانت في طريقها لمغادرة المنطقة بعد جلبها مساعدات إنسانية. ووصلت شاحنات الإغاثة إلى الغوطة الإثنين للمرة الأولى منذ بداية الهجوم، لكن النظام السوري جرد القافلة من بعض الإمدادات الطبية. وأفاد بيان صادر عن الجيش الروسي بأنه استخدم طائرات من دون طيار لمراقبة سير القافلة وإنها تمكنت من تفادي ما وصفها ب «استفزازات المعارضة». وجاء في البيان «تمكنا من إجلاء 13 مدنياً بينهم خمسة أطفال مع القافلة العائدة»، مضيفاً: «كنا مستعدين أيضاً لإجلاء نحو ألف من المرضى والمصابين لكن المعارضة لم تتح لنا الفرصة». وكانت روسيا، أقوى حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد، عرضت الخروج الآمن لمقاتلي المعارضة من الغوطة مع عائلاتهم وأسلحتهم الشخصية. والاقتراح شبيه باتفاقات سابقة سمحت لمقاتلي المعارضة بالانسحاب إلى مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة قرب الحدود مع تركيا. إلا أن فصائل المعارضة ترى أن اتفاقات الإجلاء تأتي ضمن سياسة لتغيير ديموغرافي أجبر الأسد من خلالها معارضيه على النزوح.