أعلن «جيش الإسلام» أمس تعيين عصام بويضاني (أبو همام) قائداً له خلفاً لزهران علوش الذي قتل بغارة شرق دمشق مساء أول أمس، بالتزامن مع إعلان «جيش الإسلام» قتل 28 عنصراً من القوات النظامية بهجوم على حي جوبر شرق العاصمة، في وقت قال المنسق العام في الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب أن الوقت ليس مناسباً لإجراء مفاوضات مع النظام بعد اغتيال علوش. وقال «جيش الإسلام» في بيان أمس «مقتل وجرح العشرات من قوات الأسد في عملية نوعية على جبهة حي جوبر شرق العاصمة»، وأن مقاتليه «نجحوا في التسلل إلى داخل إحدى نقاط قوات الأسد على جبهة حي جوبر ووضع كمية كبيرة من المواد المتفجرة، والانسحاب من دون إصابة أحد من المجموعة». وقال المكتب الإعلامي ل «جيش الإسلام» أنه «تم تفجير النقطة بمن فيها من عناصر الأسد، ما أسفر عن مقتل 28 عنصراً، بينهم ضباط وسقوط الكثير من الجرحى». وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام وحزب الله اللبناني مدعمة بمسلحين موالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من طرف، والفصائل الإسلامية وجبهة النصرة من طرف آخر في محيط حي جوبر على أطراف العاصمة، وسط فتح قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في الحي، ترافق مع استهداف الفصائل الإسلامية تمركزات لقوات النظام في محيط حي جوبر على أطراف العاصمة، وقد وردت معلومات عن خسائر بشرية في صفوف الأخير». وقال «جيش الإسلام» أن «ما يحققه الثوار من ميدانية نوعية جعلت النظام يعاني فشلاً متكرراً وهزائم متتالية، إذ بعد فشل العدوان الجوي على جبهة المرج في الغوطة الشرقية بالتقدم، ذاقت ميليشياته فشلاً جديداً بعدوانها البري على كل من جبهات المرج وتل كردي وأوتوستراد دمشق – حمص الدولي، وتكبد خسائر بشرية في جنوده ما دفع العدو بجنون لقصف المدنيين العزل في المدن السكنية في بلدات الغوطة الشرقية». وكان «المرصد» ونشطاء معارضون وقيادة «جيش الإسلام» أعلنوا أنه «تم تعيين أبو همام البويضاني قائداً جديداً لجيش الإسلام». ويتحدّر البويضاني من أسرة «ذات نهج إسلامي من مدينة دوما بغوطة دمشقالشرقية، تعمل في التجارة وتملك متاجر في سوق البوضاني بشارع الجلاء في مدينة دوما، حيث تركها البويضاني ملتحقاً بالعمل العسكري». و «أبو همام» (40 عاماً)، يصفه المقربون منه بأنه «طالب علم مجتهد تلقى العلم الشرعي على يد مشايخ دمشق»، ويحمل إجازة في إدارة الأعمال، وسافر وارتحل إلى عدد من البلاد العربية والعالمية، وكان يعمل في التجارة قبل بدء الثورة. كان أحد مؤسسي «سرية الإسلام» في بداية الثورة عام 2011 وتقلد منصب قائد «ألوية ريف دمشق»، ثم عين قائداً لعمليات ريف دمشق، ثم بعد ذلك قائداً ل «ألوية جيش الإسلام» في سورية، ثم عين أخيراً رئيساً لهيئات «جيش الإسلام». ويبتعد «أبو همام» عن الظهور الإعلامي لذلك لا يوجد ظهور إعلامي في الفترات السابقة، وكان جل عمله في الميدان وساحات المعارك، وفق نشطاء معارضين. وقال «المرصد» أن تعيينه البويضاني «جاء بعد استشهاد زهران علوش القائد السابق لجيش الإسلام مع 13 عنصراً آخر من بينهم 5 من قيادات جيش الإسلام، ذلك في غارة لطائرات حربية استهدفت اجتماعاً في منطقة أوتايا بالغوطة الشرقية». وضم الاجتماع قيادات وعناصر من «جيش الإسلام» و «فيلق الرحمن» وفصائل إسلامية أخرى تنشط في غوطة دمشقالشرقية بهدف «التنسيق وتوحيد جهودهم لمحاربة حزب الله اللبناني وقوات النظام». وتعد هذه الضربة الثانية التي تستهدف قيادات في أكبر الفصائل العاملة بالغوطة الشرقية خلال ال48 ساعة الفائتة، حيث علم «المرصد» من مصادر متقاطعة أن «16 عنصراً على الأقل من فيلق الرحمن ومن قيادات الصف الثاني في الفيلق ذاته استشهدوا وأصيب آخرون من مقاتليه بجروح من ضمنهم قائد فيلق الرحمن عبدالناصر شمير، نتيجة ضربات جوية استهدفت منطقة اجتماعهم بغوطة دمشقالشرقية». وقال «جيش الإسلام» في بيان تلفزيوني أن اغتيال علوش «لن يزيدنا إلا حرصاً على قتال النظام الغادر واستئصاله، وليبشر الخوارج المارقين بأسياف أحفاد علي تكسر قرنهم وتقطع دابرهم وتبدد زيفهم وزخرفهم». وقال «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في بيان أن «اغتيال روسيا قائد جيش الإسلام يخدم تنظيم داعش ومحاولة لإجهاض العملية السياسية للأمم المتحدة في سورية». وأضاف أن «جريمة اغتيال قائد جيش الإسلام» تؤكد أهداف الغزو الروسي لبلادنا، ومنها مساندة الإرهاب والنظام المستبد، واستئصال قوى الثورة المعتدلة... وما تقوم بها روسيا الغازية اليوم، يمثل خدمة واضحة لتنظيم داعش وإضعاف فصائل الثوار التي تصدَّت للإرهاب وقوَّضت أركانه، ومحاولة جليَّة لإجهاض جهود الأممالمتحدة للعودة إلى مسار التسوية السياسية، ويؤكد أنها تتجه لتصعيد خطير، وتنفيذ عمليات اغتيال واسعة، ما يناقض موافقتها الملتبسة على قرار مجلس الأمن الرقم 2254». وإذ أشار «الائتلاف» إلى أن اغتيال علوش جاء «بعد أيام من مؤتمر قوى الثورة والمعارضة في الرياض الذي أكد الالتزام بالحلِّ السياسي، ووقعته القوى العسكرية المُشارِكة، ومنها جيش الإسلام»، دعا «المجتمع الدولي ومجلس الأمن لإدانة تلك الجريمة، بما تمثله من خرق للقرار 2254، وتقويض لصدقية الدول المُوقِّعة عليه». وقال المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات أن «الحادث الجلل له تبعات على المعترك السياسي والديبلوماسي»، موضحاً أن «جيش الإسلام هو أحد أهم مكونات الهيئة العليا للمفاوضات التي انبثقت عن مؤتمر الرياض يوم 10 كانون الأول (ديسمبر) 2015، وتقوم كتائب هذا الجيش بحماية المدنيين من الانتهاكات التي يرتكبها النظام، كما أنها مكون أساسي من الحرب على الإرهاب المتمثل في تنظيم الدولة المتطرف». وتابع حجاب أن «استهداف أي مكون من مكونات الهيئة العليا للمفاوضات هو استهداف للهيئة بأكملها، ولا يخدم هذا العدوان الخارجي الروسي والإيراني أي عملية سياسية، وسنبذل جهدنا في المحافل الدولية والحقوقية والقانونية لضمان عدم إفلات الجناة من العقاب»، مشيراً إلى أن «استهداف الشعب الأعزل بجرائم القصف الهمجي في إدلب وحمورية والمعضمية وغيرها من مدن سورية ومناطقها من شأنه تقويض الجهود الدولية لدفع مسار العملية السياسية». واعتبر حجاب أنه بعد اغتيال علوش «لن يكون من المناسب التفاوض مع النظام على أي من شؤون السيادة التي لا يملك أدنى مقوماتها، وما لم يتحرك المجتمع الدولي لوقف المجازر التي ترتكب في حق السوريين، فإن جهود الأممالمتحدة ستبقى معلقة أمام العدوان الأهوج الذي تقوم به القوى الحليفة للنظام». من جهتها، نعت «جبهة النصرة» في بيان «استشهاد قائد جيش الإسلام زهران علوش في غارة روسية على الغوطة الشرقية». وقالت: «قضى الشيخ المجاهد محمد زهران علوش شهيداً بعد سنين من التضحية والفداء قاتل فيها على تخوم دمشق وجاهد النصيرية والروافض». وتوجهت ب «التعزية إلى أسرة الفقيد وإلى مقاتلي جيش الإسلام خاصة وأهل الشام عامة، داعيةً الله لقائد جيش الإسلام الجديد «أبو همام» بالتوفيق والسداد». في المقابل، نقلت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) عن قيادة الجيش النظامي تأكيدها «مقتل الإرهابي زهران علوش وعدد من متزعمي ما يدعى «جيش الإسلام وفيلق الرحمن وأحرار الشام» خلال عملية نوعية للطيران الحربي ضد مقار للإرهابيين في الغوطة الشرقية». وقالت: «بعد سلسلة عمليات رصد ومتابعة واستناداً إلى معلومات استخباراتية دقيقة وبالتعاون مع المواطنين الشرفاء نفذ سلاح الجو في الجيش العربي السوري عملية جوية نوعية استهدفت تجمعات التنظيمات الإرهابية ومقارها في الغوطة الشرقية بريف دمشق». وبثت وسائل إعلام رسمية فيديو أظهر تصوير عملية اغتيال علوش وقياديين معارضيين شرق دمشق. إلى ذلك، قال «المرصد» أن الطيران المروحي ألقى أمس «المزيد من البراميل المتفجرة على مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية، كما قصف الطيران المروحي بمزيد من البراميل المتفجرة مناطق في مدينة معضمية الشام بالغوطة الغربية، ما أدى إلى استشهاد 3 مقاتلين من الفصائل الإسلامية»، في وقت «دارت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل الإسلامية من طرف آخر في منطقة تل الكردي بالغوطة الشرقية، وقد وردت أنباء عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام». ولا تزال الاشتباكات مستمرة بين الطرفين في محاور بمنطقة المرج في الغوطة الشرقية «ما أدى إلى مقتل عنصر من قوات النظام، وقد وردت معلومات عن مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين». كما اغتال مسلحون مجهولون شخصاً في بلدة التل في ريف دمشق وذلك بإطلاق الرصاص عليه أمام منزله ومن ثم لاذوا بالفرار. وجددت قوات النظام استهدافها مناطقَ في الطريق بين قريتي دير مقرن وإفرة بوادي بردى، فيما فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على أماكن في منطقة البساتين بمحيط بلدة الكسوة بغوطة دمشق الغربية. وقتل طفل متأثراً بجروحه، ليرتفع إلى 8 بينهم 3 أطفال ومواطنة عدد قتلى «القصف الجوي أمس على مناطق في مدينة عربين الواقعة بغوطة دمشقالشرقية، بينما استشهد مقاتل في الفصائل الإسلامية خلال الاشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في الغوطة الشرقية»، بحسب «المرصد». ونفذت طائرات حربية يعتقد أنها روسية العديد من الضربات على أماكن في منطقة المرج بالغوطة الشرقية «بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل الإسلامية وجبهة النصرة من طرف آخر في عدة محاور بالمنطقة، وأنباء عن المزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين، في حين استهدفت الفصائل الإسلامية دبابة لقوات النظام في محيط مدينة داريا بالغوطة الغربية، ما أدى إلى إعطابها ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام». في جنوب غربي العاصمة، قال «المرصد» إن قوات النظام «قصفت مناطق في مدينة معضمية الشام بالغوطة الغربية، ترافق مع سقوط صاروخ يعتقد أنه من نوع أرض - أرض على مناطق في المدينة، وسط استمرار الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل الإسلامية من طرف آخر في محيط المدينة، بالإضافة إلى استهداف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة لمناطق الاشتباك ومناطق أخرى في المدينة.