النجم .. هو النجم.. ولذلك فإن أي أحد من الناس يجب ألا يقارن نفسه بنجم له شعبيته الواسعة بالمجتمع. سأضرب مثلا واحدا فقط، فقد رأيت في (تويتر) قبل أيام تغريدة للنجم العماني الدولي وحارس مرمى الهلال (علي الحبسي)، وكان عدد الذين أعادوا تغريدته تلك لوحدها 4100 شخص.. علما بأن التغريدة ليس فيها كلام - ولا حرف واحد - فقط صورة للحبسي وهو يحمل زميله النجم الدولي السعودي ولاعب وسط نادي الهلال المخضرم محمد الشلهوب، وهما يبتسمان. وعلى أية حال فإنني أنظر شخصيا لموقع التواصل الاجتماعي (تويتر) على أنه منصة لإبداء وجهة نظرك أنت يا صاحب الحساب، وليس بالضرورة أن يكون مكانا لاستقطاب الشهرة، واستجداء (الريتويت) من هذا أو ذاك. ثم - وهذا مهم جدا – فلا يعني أن كثرة الريتويت على تغريدتك يعني أنك تقدم فكرا ووعيا وتنويرا.. أبدا.. فهذا ليس صحيحا طبقا لمتابعاتي ل (تويتر) منذ حوالي أربع سنوات مضت. فثمة تغريدات ضعيفة الفكرة، ولكنك تجد أن عليها ريتويت بالمئات، وذلك لأسباب مختلفة، قد لا تتسع المساحة هنا لتفصيلها. ومن كان لديه متابعون بأرقام عالية لا يعني أيضا أن ما يقدمه من تغريدات هو من الدرر والجواهر، ولكن لذلك أسباب مختلفة، منها أن صاحب الحساب قيد يكون نجما رياضيا أو مغنيا، أو داعية مشهورا.. نعم بعض أولئك يقدم شيئا جميلا ومفيدا، ويعبر عن رؤى إبداعية، أو التقاطات بهية، ولكن الصحيح كذلك أن ليس الجميع كذلك، فبعضهم لا يقدم سوى طروحات بسيطة جدا، لا تسمن ولا تغني من جوع. ويظل المهم بعد كل هذا، أن هذا أو ذاك من عامة الناس وهم الغالبية الساحقة من زبائن تويتر – يتعين على أولئك ألا يقارنوا أنفسهم بالنجوم، وإذا ما وجدوا أن أحدا لا يعيد تغريداتهم ولا يكرمهم بريتويت.. فإن ما للنجم من حضور لدى الناس هو السبب في أنهم (يرتوتوا) له، مع أنك كإنسان عادي لو عملت نسخا ولصقا لنفس كلامه بالنص، فإنك لن تجد ولو 1% من التجاوب والتفاعل، وهذا أمر طبيعي. ولذلك، فلا تبتئس يا من كنت تنشد الريتويت بغزارة، وأنت لست بحجم نجومية أولئك ولا تملك نفس حجم جماهريتهم، حتى ولو توسلت إلى الناس بعبارة الرجاء المعتادة (فضلا... ريتويت للتغريدة؟)..