أهلاً بك في مضارب بني تويتر، ودعنا نأخذ جولة في هذه الوسيلة من وسائل الاعلام الجديد، والصورة المصغرة لمجتمعنا بسلبياته وإيجابياته. في تويتر دورات تدريبية على الاختصار (ليت كل مسؤول يدخله)، وفي تويتر يزداد عدد متابعيك بزيادة مشاركاتك وجودتها، وفي تويتر فرصة لتسويق الأفكار ونشر الوعي الحقيقي لا الزائف. ننتقل للجانب الآخر من مضارب تويتر، ونبدأ بأزمة العقلاء وأصحاب الفكر، ففي تويتر تساوت الرؤوس، وكل معرفه ورقمه السري معه، يقول ما يريد، ويدعو إلى ما يشتهي، وليس بحاجة لتزكية أو مستوى علمي معين، وهذا يعني أن عقلاء القوم في أزمة إن لم يجوّدوا طرحهم ويتواصلوا مع أبناء مجتمعهم ويتركوا الأبراج العاجية التي تتكسر من تحت أقدامهم. في مضارب القوم، تلعب المصلحة دوراً كبيراً، هل لديك برنامج تلفزيوني؟ هل وراءك مصلحة؟ إذن أنا من المتابعين لك، ومن المعجبين بتغريداتك مهما كان ضعفها، ولترى الدليل قارن بين عدد متابعي من يملكون أشياء حسية وأصحاب الفكر والرأي! المشكلة أن البعض دخل هذه المضارب ولكنه لا زال يحمل نرجسيته معه، فمتابعوه بالآلاف، وهو لا يتكرم إلا بمتابعة العشرات، رغم أنه يتحدث صباح مساء عن أهمية دعم المغمورين، بل تجد أحدهم يعجب بمشاركة أحد متابعيه ويعيد نشرها (ريتويت)، ومع ذلك لا يتلطف بمتابعة هذا المغمور في نظره، وبعضهم جاء ليوجه العوام والجهلة، فيحول تغريداته إلى حصة دراسية، مع تجاهل الردود والتعليقات والأسئلة التي تصل إليه، توقعي أنه مع الوقت سيخسر هؤلاء متابعيهم. وفي مضارب بني تويتر يعرّي بعض الرموز نفسه، بطرح هزيل وبسيط وسطحي، وأصبح الذين كانوا ينظرون إليه نظرة خاصة بالأمس، يقولون ليته سكت. وفي مضارب بني تويتر يثبت اثنان نجاحهما: المتخصص (مفتي، مستشار، اقتصادي، ..) ومن يتكلم بهموم الناس. وفي مضارب القوم، تلعب المصلحة دوراً كبيراً، هل لديك برنامج تلفزيوني ؟ هل وراءك مصلحة؟ إذن أنا من المتابعين لك، ومن المعجبين بتغريداتك مهما كان ضعفها، ولترى الدليل قارن بين عدد متابعي من يملكون أشياء حسية وأصحاب الفكر والرأي!. وفي مضارب بني تويتر هناك أناس مفتونون بالجدال، فلا يمر يوم إلا وهم في مجادلة مع هذا وذاك، وآخرون يريدون أن يفرضوا على الآخرين قضاياهم، فتجدهم يهاجمون هذا وذاك لماذا لا تتكلم عن القضية الفلانية؟، وآخرون يتحدثون عن حرية الرأي، ويهاجمون من يقمع حرية الرأي، بينما هم يحظرون كل من يخالف وجهة نظرهم. وفي مضارب بني تويتر شللية واضحة، فالبعض حوّل تويتر إلى أحاديث خاصة بينه وبين المفكرين من أهل مدينته، وادعمني وأدعمك. وأختم بفضائح تويتر فلا يغرنك عدد متابعي البعض، فهناك من يشتري المتابعين، وادفع 75 دولاراً تنال 1000 متابع، وتلزم بمتابعتهم، لذلك تجد البعض يتابع معرفات روسية وعبرية، والأدهى أن البعض يتابع معرفات إباحية!! كما أنك عندما ترى مشاركات أحدهم 12000 والمتابعين 2000 فاعلم أن هناك خللاً، حتى ولو كان عدد المتابعين كبيراً. توقعاتي لمستقبل مضارب بني تويتر أنه سيستمر وسيلة بجانب الوسائل الاعلامية الأخرى، ولن تلغي وسيلة وسيلة، كما أتوقع أن كثيرا من المعرفات ستتوقف لأن رصيدها الفكري والمعرفي لا يسمح.