كان الأسبوعان الماضيان حافلين بالأنشطة الشعرية التي جذبت جمهور الشعر والمهتمين، وسط مشاركة عدد كبير من نجوم الساحة الشعرية في الخليج، أمسيات مختلفة لأسماء معروفة، بعضها كان غائبًا عن المشهد والبعض الآخر كان يتحيّن الفرصة الأنسب للعودة للأضواء. في مهرجان الجنادرية بالرياض، حضر الشعر في أجمل حُلّة بمشاركة شعراء نظم ومحاورة ومنشدين قدّموا أجمل الأماسي، وأيضًا في مهرجان الشارقة للشعر الشعبي الذي جمع أكثر من 40 شاعرًا وناقدًا في حدث شعري ضخم، إضافة إلى برنامج المسابقات الشعري «شاعر المليون» الذي تقام منافساته هذه الأيام في موسمه الثامن، وسط مشاركة أسماء شابة ينتظر أن تكون حاضرة بقوة في المشهد الشعري في السنوات القادمة، كما هي عادة البرنامج في اكتشاف المواهب الشعرية طوال مواسمه السابقة. هو حراك شعري جميل، والأجمل هنا أن يتم التفاعل معه بإيجابية من قِبَل الإعلام الشعبي، المطالب بنقل الحدث بعين الحياد ونسيان الخلافات أو الاختلافات في وجهات النظر إن كانت لا تزال موجودة في أنفس البعض، مع وجوب التنويه هنا إلى تميّز الإعلام الشعبي، خلال هذه الفترة، من خلال إبعاده هواة الترزز والتصاريح الرنانة، والإساءات الصحفية التي كان يعشقها في سنوات سابقة مجموعة من الشعراء «هواة الفلاشات». الحقيقة تقال إن المسؤولين عن الإعلام الشعبي في هذه الفترة ومن خلال تعاملي معهم هم من أكثر الإعلاميين رقيًّا وثقافة، ومعرفة ودراية بدهاليز الساحة الشعبية، ولذلك قل أن تجد أحدًا من المتجاوزين، يستطيع تمرير ما يود أن يمرر من إساءات حيث أصبح الأمر صعبًا جدًّا عليه. ولذلك، يجب الاستمرار على هذا النهج من خلال تغطية الفعاليات الشعرية المميزة؛ ليتواصل هذا الارتقاء ويستمر الإنصاف من خلال الإشادة بمن يستحق، فالإعلام الشعبي أولًا وأخيرًا هو ناقل للحدث، معلق عليه، مساهم فيه بحكم مسؤوليته تجاه الساحة الشعرية بشكل عام.