تعتبر البرامج الحوارية التليفزيونية خلال هذه الفترة، هي الطريق الإعلامي الأقصر، بل والأسهل من أجل الوصول إلى أكبر عدد من المشاهدين لمختلف شرائح المجتمع وفئاته وطبقاته، حيث تعتبر القالب الأسرع لايصال الرسائل الإعلامية، خصوصا تلك التي تبث على الهواء مباشرة، وتتطرق للمواضيع الساخنة على المستويات السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية. ومنذ سنوات حاولت العديد من القنوات العربية استنساخ التجارب الغربية، لينجح بعضها في لفت انتباه المتلقي، فيما تحول البعض الآخر إلى ساحات للعراك والتلاسن، وايصال فكرة غير مستحسنة عما يملكه المواطن العربي من ثقافة. الجميع كان يعتقد أن مثل هذه البرامج الحوارية الهادفة، لن تجد صداها لدى المشاهد السعودي، لكن تواجد الاعلاميين المتخصصين، اضافة إلى مساحة الحرية التي أفسحتها القيادة الرشيدة للإعلام، ساهما في ظهور العديد من البرامج الحوارية المتنوعة، التي نجحت في حجز مقاعد الصدارة، ليس على المستوى المحلي وحسب، بل على مستوى الوطن العربي ككل. والمتتبع للبرامج الحوارية، التي تتحدث عن الشأن السعودي بالتحديد، يرى أن هنالك العديد من البرامج المتنوعة، التي استقطبت عددا كبيرا من المشاهدين في الوطن العربي، خلال السنوات ال (5) الأخيرة، لملامستها الواقع، والبعد كل البعد عن البهرجات الاعلامية. برنامج «الثامنة»، الذي قدمه الاعلامي داوود الشريان منذ العام (2012)م، كان واحدا من أكثر البرامج الحوارية متابعة، كونه كان يتطرق للعديد من القضايا المحلية الساخنة والحساسة. ويبدو أن اعتماد الشريان على تقديم الحلول لقضاياه، وعدم الاكتفاء بطرحها، كان من أهم أسباب نجاحه، حيث تطرق للعديد من القضايا الانسانية والاجتماعية واقتصادية، مثل: العنف الأسري، وحقوق المرأة، مسائل الصحة، قضايا التعليم، غلاء الأسعار، الواسطة، البنية التحتية، والخدمية... كما تطرق الشريان للعديد من المواضيع الحساسة، التي كان البعض يرى أن التعرض لها على المستوى الاعلامي بمثابة الخط الأحمر. ولم يكن الشريان الوحيد، الذي برع في هذا الجانب، حيث كان الاعلامي علي العلياني كأحد المذيعين، الذين اهتموا بمناقشة القضايا المحلية وبكل جرأة خلال مشواره الاعلامي، وما زال العلياني يقدم حاليا برنامج «معالي المواطن»، الذي يعرض على قناة ال (MBC)، ويسعى من خلال البرنامج إلى تغطية مختلف الموضوعات الاجتماعية، التي تؤثر بالحياة اليومية للانسان السعودي، كقضايا البطالة والأسرة والطب والنساء، حيث يسعى البرنامج إلى الاطلال من زاوية الشباب، محاولا ايصال صوتهم وهمومهم إلى طاولة المفاوضات مع الجهات المختصة. «يا هلا»، البرنامج الذي يقدمه الاعلامي مفرح الشقيقي على شاشة (روتانا خليجية)، هو الاخر يناقش العديد من القضايا اليومية، التي تشغل بال المواطن خاصة، بشكل احترافي، من خلال تقارير ميدانية خاصة ولقاءات مع الضيوف في الاستديو، لطرح المشكلات والقضايا الاجتماعية والانسانية ومحاولة معالجتها. ولا يمكن اغفال برنامج «هي»، الذي يقدم على القناة الثقافية، ويحرص على اظهار المستوى المتطور الذي وصلت إليه المرأة السعودية، التي تحظى بدعم وتشجيع القيادة الرشيدة. علي العلياني