هل الصحافة اصبحت طريقا للوصول الي شاشات التلفزيون ؟وهل يكفي ان تكون صحفياً مميزاً لتكون مذيعاً او مقدماً لبرنامج تلفزيوني ناجح؟ انتشرت في الآونة الاخيرة دخول الصحفيين في المجال الاعلامي الفضائي عبر تقديم البرامج الحوارية السياسية منها والثقافية.وتزخر العديد من الفضائيات العربية والخليجية والمحلية ببرامج يقدمها صحفيون يتسابقون على تقديم بعض البرامج والحورات المختلفة .وهذه البرامج غالبيتها تكون مكررة الفكرة بل وحتى الضيوف، سواء السياسي منها او الثقافي اوحتى الفنية وتدور في جانب واحد وكأنك تسمع استجواباً للضيف .وهذا بطبيعة الحال يعكس ما تعود عليه الصحفي من محاولته الوصول الى المعلومة من اطول الطرق واصعبها . بالتأكيد هناك استثناءات فبعض البرامج مميزة وتقدم من خلال صحفيين ابدعوا وتميزوا في الجانب التلفزيوني بل وتفوقوا فيه . في الجانب المحلي هناك العديد من البرامج الاذاعية والتلفزيونية التي يقدمها صحفيون غالبيتها تتشابه في الفكره والمضمون .الزميل الاستاذ داوود الشريان تقريبا له السبق في نقل البرامج الحوارية الجادة والمتميزة من خلال الاثير فقدم برنامج مع داوود على اذاعة أم بي سي استطاع من خلاله كسر روتين البرامج الاذاعية الخاصة والتي لاتحمل سوى السواليف السمجة والحوارات الفنية والاغاني التي تبث حتى بدون تنسيق .برنامج مع داوود تناول العديد من القضايا المهمة والحساسة التي تهم المجتمع والتقى بالعديد من المسؤولين والمهتمين في مواضيع مهمة وحساس .والزميل الشريان اعلامي محترف بل اعتبره شخصيا صاحب تجربه إعلامية متميزة ثرية وغنية اكتسبها من خلال عمله الصحفي والاعلامي لسنوات طويلة ,هذا المخزون الاعلامي الكبير للشريان مكنه من التميز والتفوق في برنامجه الاذاعي والذي كان بداية لعدة برمج اذاعية اخرى لزملاء صحفيين.ما يميز برنامج مع داوود هو القضايا التي يتناولها وتمكنه من محاورها وعدم مجاملة ضيوف تلك المحاور ،والطرح الجرئ والواعي بنفس الوقت لقضايا لم يسبق ان تطرق لها الاعلام المحلي بهذه الدقة والمهنية .انا هنا لا اقوم بمدح الشريان فالتاريخ الاعلامي الكبير له والتجربة الثرية التي يملكها لم يعد بحاجة الي مزيد من الاطراء والمديح وما اريد ان اؤكده هنا انه ليس مهما ان تكون صاحب برنامج يومي اوحتى اسبوعي بل المهم ماذا تقدم في ذلك البرنامج وماذا تضيف ؟وليس بالضروره ان تكون صحيفا مميزا يعني ان تكون مقدما مميزا.