قال معهد بيو للأبحاث: إن شعبية الرئيس الامريكى دونالد ترامب انخفضت في اوساط الانجيليين البروتستانت من 78 % فى فبراير، إلى 61% فقط في ديسمبر العام الماضي. فيما قالت صحيفة الاندبندنت البريطانية في تقرير لها: ان انخفاض شعبية الرئيس ترامب في اوساط الانجيليين البروتستانت، قد لا يؤثر في اعادة انتخابه، لكنّ الجمهوريين يخشون من أن يؤثر تزايد هذا السخط، ويفقدهم الاغلبية التي يتمتعون بها بالكونجرس في انتخابات نوفمبر القادم، «وهي انتخابات التجديد النصفي للكونجرس». ونقلت الصحيفة عن جيرى فالويل أحد زعماء الطائفة البروتستانتية الانجيلية قوله: «الرئيس ترامب يعانى من التحديات هذه الايام، وهو يواجه حادث إطلاق النار في مدرسة جنوبفلوريدا التي راح ضحيتها 17 قتيلا، وسوف نصلي من أجله يوم الاحد مع بداية الصوم الكبير، ولكنّ المسيحيين الانجيليين يواجهون ايضا وقت الحساب وعليهم معرفة إلى متى يدعمون ترامب وهم ينظرون إلى أنفسهم في المرآة. وصرح رئيس جامعة الحرية المسيحية للابحاث فالويل: بأنه يعتقد أن أوان الثورة الدينية لم يحن بعد. وفي إجابته على سؤال عن كيف يوفق بين استمراره في دعم الرئيس ترامب سياسيا وبين إيمانه الديني خاصة بعد نشر تقارير عن علاقة ترامب بممثلة اباحية قبل 10 سنوات؟ أجاب القس الانجيلى فالويل: إننا بالتأكيد لا نتعامل مع ترامب على أنه قديس لهذه الامة، وهو ليس كذلك. وأضاف فالويل: إن صفقتنا مع ترامب هي أن نغض الطرف عن أي شيء آخر يفعله، طالما التزم بالدفاع عن حقوق المسيحيين أمام المد التقدمي القادم، وقد تكون هذه الصيغة غير قابلة للتغيير. وأول هذه الاسباب هو ما اذا كان ينظر لترامب على أنه يشكل قدوة للشباب الامريكى، مع نشر تقارير بدفع محامية 130 الف دولار للممثلة الاباحية ستورمي دانيلز قبل اسابيع من انتخابات 2016 لاسكاتها، بالاضافة لنشر تقرير بالنيويوركر بدخول ترامب في علاقة أخرى مع موديل البلاي بوي كارين ماكدوجال. وعندما هددت الادعاءات الجنسية حملة المرشح الجمهوري روي مور الانتخابية لشغل مقعد الولاية في مجلس الشيوخ -كان يشغل منصب مساعد المدعي العام لولاية الاباما- وقف ترامب بجانبه رغم الاتهامات بالتحرش التي طالته، قائلا: نحتاج لروي مور للفوز في ولاية الاباما. وأيضا تراجع ترامب عن وعوده اثناء حملته الانتخابية بعدم العبث ببرامج الحماية الاجتماعية الأساسية للفقراء، لكنه يقترح في موازنته الجديدة تخفيض 554 مليار دولار من برنامج الرعاية الطبية و250 مليارا من برنامج «الاعانات الطبية»، وذلك على مدى العشر سنوات القادمة، حيث تعاليم الكنيسة لا تقضي بالكذب وسحب الدعم من الفقراء. ومن بين الاسباب كذلك تخفيض ترامب العجز الكلي للموازنة في ظل تصاعد الديون والانفاق الحكومي خارج السيطرة، وهي المبادئ التي اهتم بها ما يسمى حزب الشاي الذي يعتمد في قواعده على الانجيليين، حيث قام ترامب بدلا من ذلك بخفض الضرائب على الشركات الكبرى وخاصة في الصناعات العسكرية لتحقق هذه الشركات ارباحا بالمليارات. وأيضا موقف ترامب من تحديد قبول المهاجرين حسب البلدان القادمين منها - منع المهاجرين القادمين من بلدان اسلامية- وقد رفضت المحاكم ذلك واعتبرته تمييزا، ويرى الانجيليون أنه يتنافى مع التعاليم المسيحية الانجيلية، وقد نشر مجموعة من قادة الانجيليين إعلانا على صفحة كاملة الاسبوع الماضي في الواشنطن بوست بمناشدة الكونجرس السماح للباحثين الشباب بالبقاء في البلاد ودعوة الكونجرس للعمل على هذه القضية. وكما أن السياسيين يحصلون على الأموال من جمعيات اتحاد البنادق التي تدافع عن حرية بيع السلاح بلا قيود ولا يأبهون لمصالح الناخبين المسيحيين أو أى ناخب آخر، وترامب رفض بشدة أي نزعات تطالب بتقنين الحصول على السلاح الفردي ليحصل على تأييد لوبي شركات صناعة الاسلحة الفردية. وأخيرا، لقد عمل الرئيس ترامب على زيادة النزعة اليمينية في القضاء الامريكي، فقام بتعيين قضاة يعارضون علنا القيم والتعاليم المسيحية التى تدعو الى الاخاء والتسامح والتنوع. وينبغي هنا ملاحظة أن الانجيليين يلتزمون التفسير الحرفى للكتاب المقدس، ويقارب تعدادهم 40 مليون أمريكى، وحصل الرئيس ترامب على أكثر من 80% من اصواتهم، كما حصل على دعمهم المالي الكبير في حملته الانتخابية، واستجاب لضغوطهم حيث اعترف بالقدس عاصمة لاسرائيل، تحقيقا لنبوءتهم التي تفرض عليهم تأييد اسرائيل حتى ينزل مسيحهم الموعود ليحكم العالم الف عام.