اصرار نظام الملالي على تصدير ثورة الخميني وتوسيع النفوذ الفارسي في المنطقة فاقم الازمة في الداخل، هكذا افتتحت صحيفة «كريستيان سينس مونيتور» الأمريكية مقالها اليومي. وقالت الصحيفة: «قوات الحرس الثوري والميليشيات التي شكلت جيشا موازيا للجيوش الوطنية في العراقوسوريا، مكنت ايران من فرض نفوذها في هذه الدول واستطاعت قمع محاولات السوريين اسقاط نظام بشار الاسد ومكنت الحوثيين من اختطاف مناطق واسعة في اليمن». واضافت: «المعروف ان ايران دعمت نظام الاسد في سوريا ب 4.6 مليار دولار بين عامي 2013 و2015، وخصصت 20% من ميزانية هذا العام للنفقات العسكرية». ولفتت «كريستيان سينس مونيتور» إلى ارتكاب ادارة الرئيس الامريكي السابق باراك أوباما خطأ تكتيكيا عندما تجاهل تظاهرات الايرانيين في 2009، ورأت الصحيفة ان سياسته الاستراتيجية ومصالحه الاقتصادية اقتضت التضحية بالديمقراطية في إيران؛ وإقامة شراكة اقتصادية وسياسية مع النظام الذي اهتبل الفرصة وسحق المعارضة الشعبية، وتوسع في تدخلاته الخارجية بإرسال جيشه وميليشياته الى اربع دول في الشرق الأوسط، وبنى أسطولا من الصواريخ اضافة الى احتفاظه بخيارات مفتوحة لإنتاج الأسلحة النووية ونشرها. وعابت الصحيفة على الولاياتالمتحدة والدول الغربية مماطلتها في دعم الانتفاضة الايرانية في سبيل تعزيز استراتيجياتها الاقليمية، مبررة ذلك بأن العقوبات التي تفرضها واشنطن -كما هو الحال في بلدان عديدة- يدفع ثمنها الشعب وتعزز من قبضة النظام الحاكم. وقالت الصحيفة اليومية الأمريكية: «ما زالت الفرصة سانحة امام المجتمع الدولي للاستفادة من هذه اللحظة التاريخية ومساعدة الايرانيين في تحقيق تغيير سياسي يخلص العالم من نصف الحرب على الإرهاب، ويفتح الطريق امامهم نحو السلام والازدهار الاجتماعي». وحول ما ينبغي أن تفعله امريكا وحلفاؤها، شددت الصحيفة على أن من واجب الولاياتالمتحدة وتحالفها الدولي اذا كانت جادة في تغيير النظام الحالي؛ تقديم الدعم الاستراتيجي غير العسكري للإيرانيين، ومن ذلك توفير وسائل الاتصال الفعالة بالتنسيق مع شركائها في المنطقة كتعزيز الوصول للانترنت والبث المباشر باللغات المستخدمة في ايران، وتسهيل عمل المنظمات غير الحكومية لتقديم المساعدات الانسانية لضحايا العنف في البلاد. وتابعت: «من ذلك ايضا دعم المجتمعات المدنية التي تستهدفها ميليشيات النظام الايراني في العراقوسوريا ولبنان واليمن، لتتمكن من الضغط على طهران حتى توقف تدخلاتها في المنطقة، علاوة على التأكد من فعالية حظر شحن النظام لصواريخه الى الخارج وبصفة خاصة الى الحوثيين في اليمن. وختمت كريستيان سينس مونيتور افتتاحيتها بالقول: «بعد خروج الايرانيين الى الشارع لم يعد يكفي تعبير المجتمع الدولي عن تضامنه والتزامه الاخلاقي معهم، فالمطلوب ان يتعداه لتقديم الدعم في حدود القانون الدولي لتمكين الاغلبية الصامتة من احداث التغيير في هذه الدولة، التي لم يكتف النظام الحاكم فيها بقمع مواطنيه على مدى اربعين عاما، وانما خرج إلى ما وراء الحدود ليهدد السلم والامن الاقليمي والدولي».