ذكرت صحيفة (كريستيان سينس مونيتور) الأمريكية أن الظروف التى يمر بها الشرق الأوسط، حالياً، أتاحت فرصة تاريخية للمملكة العربية السعودية لتعزيز موقعها الاستراتيجى فى الشرق الأوسط، وافتراض دور قيادي فى السياسية العربية. وأكدت الصحيفة أن العلاقات الاستراتيجية التى تتمتع بها السعودية مع الولاياتالمتحدة من شأنها مساعدة واشنطن فى تحقيق أهدافها السياسية الخارجية فى المنطقة العربية، والأكثر إلحاحاً من ذلك هو مراقبة الأنشطة الإيرانية ومنعها من التحول إلى دولة نووية. وذكرت الصحيفة أن فرصة السعودية فى تعزيز موقفها من خلال تقويض واحتواء النفوذ الإيرانى، والاستفادة من الاضرابات التى تحدث فى سوريا حالياً، مشيرةً إلى البيان شديد اللهجة الذى أصدره العاهل السعودى ضد الرئيس السورى بشار الأسد يطالبه فيه بوقف سفك الدماء، ثم قام بسجب السفير السعودى فى سوريا، مضيفةً أن هذا البيان يستحق اهتماماً كبيراً لأنه يعكس تحولاً فى السياسة السعودية تجاه سوريا، ونهج جديد من عدم اليقين والاضطراب التى تعصف بالشرق الأوسط. ولفتت الصحيفة أن احتواء نفوذ إيران فى المنطقة يأتى على رأس أولويات السعودية باعتبارها نموذجاً على "الأخطبوط الشيعى"، وذلك منذ قامت الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، مؤكدةً أن احتواء إيران لم يكن يوماً بالأمر السهل نظراً لبراعة طهران فى إبراز قوتها، فى الخليج والمشرق العربى حيث المصالح السياسية والأمنية الحيوية. لذلك رأت السعودية أن تحد من علاقاتها مع سوريا فى محاولة لإبطاء النفوذ الإيرانى المتنامى، ولكن، على العكس، قامت سوريا بمضايقة حلفاء السعودية، من خلال تقديم الدعم السياسى لحزب الله فى لبنان، وبالتالى أدرك السعوديون أن تمزيق العلاقات مع سوريا سيجعل من احتواء إيران أمراً مستحيلاً، لذلك كان قرار السعودية أن تغض الطرف عن الفساد السورى فى لبنان، والأراضى الفلسطينية، والعراق على شرط أن تظهر سوريا حسن نيتها، والابتعاد تدريجياً عن إيران. وفى السياق ذاته، كما يشير البيان الأخير للعاهل السعودى؛ قررت عائلة آل سعود الاستفادة من ضعف النظام السورى، والاستيلاء على الفرص الكبيرة التى توفرها للسعودية بسبب الأزمة التى تواجهها سوريا حالياً؛ أولاً، بعد الرحيل المحتمل لبشار الأسد يمكن للسعودية أن تعثر على حليف سنى جديد يهيمن على الإدارة السورية، وبالتالى يتوسع نفوذها فى المشرق العربى، وفى الوقت نفسه، مع انهيار النظام السورى سوف تخسر إيران بوابة عملاقة للعالم العربى، وبالتالى ستجد صعوبة فى تحقيق أهدافها فى الشرق الأوسط. وثانياً، ستفترض السعودية دوراً قيادياً، بلا منازع، فى العالم العربى، والمنطقة وخاصةً بعد الأزمة التى تواجة سوريا، والمرحلة الانتقالية الطويلة التى تمر بها مصر فى سياساتها الداخلية، والشلل السياسى التى تعانى منه العراق. وختمت الصحيفة تقريرها أن طريقة معالجة السعودية للاضطرابات السورية، واحتواء إيران من شأنه تحديد دورها الريادى فى المنطقة.