مع قرب انطلاق مهرجان الجنادرية في كل عام، يكثر الحديث عن الأمسيات الشعرية والأسماء المرشحة للمشاركة فيها، ورغبة الشعراء في أن يسجل التاريخ لهم المشاركة في إحياء إحدى أمسيات المهرجان الذي يُعتبر من أعرق المهرجانات على المستويَين العربي والعالمي، وأيضًا رغبة المتابعين في أن يكون اختيار الأسماء موفقًا حتى تحقق الأمسيات النجاح المنتظر. والملاحظ على الأمسيات التي نظمت في السنوات الماضية، سيطرة شعراء المليون عليها، وكأن مَن يقوم بالاختيار يذهب للأسماء الموجودة حاليًّا حديثة البروز إعلاميًّا، لذلك لاحظنا أن أبرز الأسماء الشعرية التي ظهرت في البرنامج تتم دعوتها سريعًا للمشاركة. ولا يخفى على أحد الجهود الكبيرة التي تبذلها لجنة الشعر الشعبي في كل عام من أجل أن تحقق الأمسيات النجاح الذي يتواكب وقيمة المهرجان وأهميته للجميع، وأعتقد ان لجنة الشعر الشعبي للمهرجان حريصة على أن تكون أمسيات الشعر لهذا العام إن تم اعتماد تنظيمها مميزة بالفعل، وأن تشكل علامة فارقة في تاريخ أمسيات الجنادرية، ولذلك عليها أن تثبت ذلك من خلال حسن اختيارها للأسماء التي ستشارك، ومن أجل ذلك أكرر ما قلته سابقًا بضرورة دعوة الشعراء العمالقة الذين لهم تاريخ حافل في ساحة الشعر الشعبي، وابتعدوا منذ سنوات، وذلك للمشاركة على غرار ما تقوم به هيئة الترفيه من خلال «أمسيات المملكة» حتى يتحقق النجاح الذي يتطلع إليه الجميع، خصوصًا أن عودة هؤلاء الشعراء أصبحت مهمة جدًّا لتحسين الذائقة الشعرية التي تسبب في تدهورها أنصاف الشعراء الذين يظهرون عبر الكثير من الوسائل الإعلامية، سواء قنوات أو مسابقات أو أي وسيلة أخرى، كما أن الجمهور أصبح يبحث عن هؤلاء الشعراء العمالقة الذين غابوا عن الساحة لأسباب كثيرة ومختلفة، وبالتأكيد فإن عودتهم ستشكّل إضافة كبيرة للساحة الشعبية وستكون خطوة رائعة تُحسب للقائمين على الأمسيات، أولًا وأخيرًا.