انتقدت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي، في زيارة رسمية لها أمس الأربعاء للجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، صمت الاتّحاد الأوروبي وتقاعسه إزاء القمع الوحشي الذي شنّه النظام الإيراني والاعتقالات الجماعية للآلاف من المحتجّين غير المسلحين، فضلاً عن تعذيب المحتجين المحتجزين حتّى الموت. وقالت رجوي: إنّ ردّ الفعل الصامت هذا يقلّل كثيراً من الالتزامات والمبادئ الأساسية لأوروبا، بما في ذلك الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان. وحثّت السيدة رجوي، في ملاحظاتها، مجلس أوروبا والدول الأعضاء على اعتماد تدابير فعّالة وقرارات مُلزمة لإجبار الديكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران على الإفراج عن السّجناء المحتجزين أثناء الانتفاضة واحترام حرية التعبير والتجمّع، ووضع حدّ للقمع وإلغاء الحجاب الإلزامي ضدّ المرأة. وقالت زعيمة المعارضة: «تكفي تسعة وثلاثون عاماً من سفك الدماء والأعمال الوحشية، والتمييز ضدّ المرأة وإخضاعها» مضيفة: إنّ «المجتمع الدولي بصفة عامة وأوروبا على وجه الخصوص يجب أن ينهيا صمتهما وعدم التحرك». وشدّدت على أنّ «الإعراب عن القلق ليس كافياً. وإنّ عدم تحرك أوروبا يرسل إشارة خاطئة إلى الدكتاتورية الوحشية في إيران بأنّه بإمكانها أن تواصل جرائمها ضدّ الشعب الإيراني دون عقاب». وجاءت دعوة رجوي إلى المؤسسة الأوروبية في أعقاب انتفاضه شعبية بدأت في 28 ديسمبر 2017 وهزّت النظام الإيراني من أسسه. ووفقاً لشبكة مجاهدي خلق، وهي المجموعة التأسيسية الرئيسية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، انتشرت الاحتجاجات بسرعة إلى 142 مدينة في 31 محافظة إيرانية. وفي خطابه الذي ألقاه في التاسع من يناير، قال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي: «إنّ هذه الأحداث منظمّة وإن منظمة مجاهدي خلق هي من نفذت الخطط» مضيفاً: إنّ «منظمة مجاهدي خلق كانت قد أعدّت لهذا منذ أشهر ودعت وسائل الإعلام التابعة لها إلى ذلك». وذكرت مريم رجوي أنّ قوات الأمن أطلقت النار على عشرات المحتجّين واعتقلت 8000 شخص على الأقلّ. وأضافت: إنّ «كلّ يوم، يصلنا خبر سجين آخر قُتل تحت التعذيب، ولكن أتباع طهران يدّعون بسخافة أنّهم انتحروا أثناء وجودهم في الحجز. وفي عداد المفقودين عدد من الشباب لا تعرف أسرهم شيئا عن مكان وجودهم. وقالت الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية: إن الاعتقالات الجماعية وإطلاق النار على المحتجين غير المسلحين وتعذيب السجناء حتى الموت هي أمثلة واضحة على الجريمة المرتكبة ضدّ الإنسانية. ودعت رجوي إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية للتحقيق في حالات وفاة واحتجاز واختفاء المحتجين الإيرانيين والأشخاص الذين قُتلوا في السجون. وأضافت: يجب إجبار النظام على السماح لهذا الوفد بزيارة السجون في إيران والتحدّث إلى المحتجزين وأسرهم ووصفت رجوي الوضع في إيران ببرميل بارود وأكدت أن الاحتجاجات مستمرة في جميع أنحاء البلاد.