الايرانيون العطشى للحرية حسموا امرهم واتخذوا قرارهم في تحقيق طموحاتهم بالخلاص من الحكم الدكتاتوري الرجعي القمعي، فثورة الجياع كانت مفاجأة لنظام الملالي واحدثت له الصدمة منذ الوهلة الاولى. ولم يتوقع النظام ان يثور الجياع في مائة واربعين مدينة إيرانية خلال اسبوعين، وبهذا الحضور الضخم من المواطنين، الذين اجتاحوا شوارع جميع مدن البلاد قاطبة، تحت شعار «الموت للدكتاتور خامنئي» وهو الحجة الاكبر للمتاجرين بالدين ويحظى بتقديس الشعوذة التأليهية عند ازلام النظام وميليشياته الارهابية داخل ايران وخارجها. فالجياع استهدفوا في شعاراتهم الرمز المؤله لدى الملالي؛ ما ادى الى ارباك وتصدع النظام في الأيام الاولى للثورة المباركة بعد حرق صوره وصور المقبور خميني. وهذا يعني على وفق استراتيجية الثورات الكبرى أن الشعب قد سئم نظام الفاسدين المجرمين القابضين على السلطة باسم الدين، وهو التحدي الأكبر لهذه الزمرة الفاسدة التي دمرت هذا البلد العريق واعادة شعبه الى عصور ما قبل التاريخ وكبلت كل النواحي النهضوية والحضارية وحجمت العقول الابداعية المعهودة في الشعب الإيراني منذ آلاف السنين، وراح يكيل الاتهامات يمينا وشمالا تارة إلى المعارضة الايرانية الديمقراطية بقيادة منظمة مجاهدي خلق، التي تتزعمها المرأة الحديدية الرئيسة مريم رجوي. هذه المنظمة قدمت أنهرا من الدماء الطاهرة من اجل تحرير الشعب الإيراني من اسر عبودية هذا النظام المتخلف، وتارة اخرى توجه اتهاماتها الى امريكا؛ متناسية ان خميني اول مَنْ فتح قنوات الاتصالات مع أمريكا وإسرائيل. اذن ثورة الجياع انفجرت كالبركان الحارق وتجاوزت كل الخطوط الحمراء، فالشعب الإيراني بكل اقلياته ومكوناته وعرقياته قد اشعل فتيل ثورته التاريخية ضد اعتى الأنظمة، الذي مارس ارهاب الدولة ضد شعبه منذ 1979، و«ولاية الفقيه» هو اشرس نظام دموي ارتكب الجرائم الدولية بكل اشكالها وألوانها، التي تضمنها النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، واعدم المعارضين لبطشه القمعي دون محاكمات عادلة، ونهب وبدد ثروات الشعب القومية في الخارج حتى افلاس الخزينة. ان الشعب الإيراني يرنو الى النصر بأمل وثاب وبات قريبا جدا منه بعد ما شهد الدعم الدولي الكبير له في الأممالمتحدة.