كانت بلاد فارس -إيران اليوم- عبارة عن مدن إسلامية ومنارات علمية، ظهر فيها وخرج منها أسماء من كبار العلماء في الأدب والطب وكل مجالات الحياة العلمية. دخلت إيران الإسلام حيث فتحها المسلمون إبان خلافة عمر بن الخطاب، وعاش الناس في أمان إلى أن جاءت الدولة الصفوية وقلبت حياتهم. والثورة الخمينية التي أعلنت عن قيام جمهورية إيران الإسلامية عام 1979م.. لم تكن مجرد ثورة ودولة عادية، هي ترى نفسها أنها إمبراطورية تحلم بالإمبراطورية الفارسية التي تشمل الخليج العربي واليمن، وترى أن الثورة الإيرانية يجب أن تُصدر للعالم الخارجي. تشهد إيران هذه الأيام مظاهرات شملت عدة مدن، وأخذت في الازدياد، ورغم قمعية النظام الإيراني إلا أن للظلم ساعة وأظنها قد حانت، فتحدى الناس الأمن، وخرجوا منددين بالسياسة الإيرانية. أبرز الأسباب التي جعلت الشعب الإيراني يثور على جمهوريته: الثراء الفاحش الذي تعيشه الزمرة الحاكمة، فهي تجثو على المليارات ومسيطرة على كل مفاصل الدولة الاقتصادية. ارتفاع معدلات الفقر والبطالة بدرجات غير مسبوقة. إعدام الناشطين والمفكرين والعلماء ومحاكمتهم بصور هزلية. إنفاق الحكومة على الخارج ودعم المنظمات والأحزاب الخارجية بالمليارات وتبديد ثروة الشعب الإيراني في سبيل تصدير الثورة. البطالة والفقر وتبديد الأموال في بلد غني، هو فشل للعقول التي ظلت طوال سنين تمارس القمع والتجويع والاستعباد. والطغاة بطبيعتهم يتناسون أن العقول تتغير، والأفكار تتطور، والأجيال تتغير، فالحياة التي ارتضاها الإيراني قبل نحو أربعين سنة، لن يرضاها ابنه وحفيده في هذا الزمن الذي تكشفت فيه أوراق الفساد. والتعتيم الذي يمارسه النظام والحيل التي يحتالها أصحاب السلطة على الناس لم تعد تنطلي على الشعوب الإيرانية اليوم. نظام الملالي نظام إرهابي، باعتراف كل العقلاء، احتل الأحواز العربية ونكل بأهلها، وفي العراق قتل على الهوية، وفي سوريا دخلت إيران بجيشها وفيالقها فقتلت ومزقت السوريين، وتدعم أحزابا إرهابية كحزب الله والحوثيين، كما أنها حاولت زعزعة أمن الدول الخليجية، ولا تزال مؤامراتها تحاك لها ليلا ونهارا.. هذا النظام لا يمكن التعايش معه سواء من قبل الشعب الإيراني أو دول الجوار. يقول الأمير «محمد بن سلمان» في تصريح له حول إيران: إيران تحاول السيطرة على العالم الإسلامي، ولو بحرمان شعبها من التنمية، ومنطقهم تحضير البيئة الخصبة لحضور المهدي المنتظر، هذا النظام قائم على أيديولوجية متطرفة فكيف يمكن التفاهم معه؟. كل العقلاء في ظني صفقوا لهذه المظاهرات لسببين.. أولها: تخليص الشعب الإيراني المظلوم من هذا الفكر والنظام الجاثم على صدره، فالوقوف مع المظلوم ضرورة إنسانية، وثانيها: في تهاوي إيران سيتبخر حلم الإمبراطورية الفارسية ويتلاشى فيرتاح شعبها، ويرتاح معه العالم، فهي منبع الإرهاب وصانعة العنف في العالم العربي على وجه أخص. مظاهرات إيران كغيرها من الأحداث.. كشفت تهافت دول وجماعات ومحللين سياسيين.. مع الثورة الإيرانية تهافتت شعارات حريات الشعوب التي كانوا يدندنون حولها، وتبدلت المواقف بمجرد تبدل جغرافيتها قبل النظر لشرعيتها.. الثورة الإيرانية كانت سقطة مدوية لهذه الدول ولقنوات الرأي والرأي الآخر!. ولكم تحياتي