كشف المحلل السياسي الأردني سميح العجارمة أن الثورات جاءت عبر التاريخ البشري للقضاء على الظلم والسعي وراء العدالة من خلال تقديم قيادات نظيفة وشريفة تخرج الشعوب الثائرة من ظلمات القهر والتخلف إلى نور المثل العليا والحضارة، مؤكداً أن شرف "شهيدة مهاباد" يكشف بشاعة ثورة الخميني البائسة. وقال المحلل السياسي: "هذا هو الهدف السامي المفترض تحقيقه بعد انتهاء كل ثورة والذي يتم التضحية بالأرواح والدماء من أجله، ولكن لا تتحقق هذه النتائج المرجوة من ثورة شعب إذا كان من أشعل تلك الثورة بالأصل ضال وفاسد ولا يريد إلا إخراج شعبه من ظلم إلى ظلم أشد كما هي ثورة الخميني التي خدع الإيرانيين بأهدافها الدينية المعلنة إلى أن جاءت سيدة العفة والطهارة فريناز خسرواني شهيدة ماهباد وكشفت زيف الثورة الإيرانية البائسة".
وأضاف: "ورغم أن ثورة الخميني مكشوف السوء عنها خارج إيران منذ عقود، وكذلك النخبة المثقفة من الإيرانيين يعلمون حقيقتها البشعة إلا أن شهيدة ماهباد دفعت حياتها ثمناً ليعلم المواطن الإيراني البسيط قوة الشر الذي أفرزته ثورة الخميني البائسة".
وقال العجارمة ل"سبق": "شهيدة مهاباد تستصرخ الضمير الإنساني متسائلة عن أية ثورة تلك التي تنتج بلطجية يغتصبون الحرائر من النساء ؟! الشهيدة فريناز لا تشكل حادثتها استثناء على أصل، بل، ومنذ قيام الخميني بثورته البائسة، الأصل في إيران هو انتهاك رجال السلطة أعراض الناس واغتصاب شرفهم ونهب أموالهم".
وأضاف: "إن ما حدث مع شهيدة مهاباد هذا ما طفا على السطح الإيراني الآسن ويكشف عن فظائع أكبر من المسكوت عنه بفعل جبروت ظلم الملالي لمواطنيهم أو بفعل عادات وتقاليد شرقية تفرض على الضحايا الصمت خوفاً من الفضيحة". وأردف: "الكارثة التي صنعها إجرام الخميني هو ربط اسم ثورته البائسة بالإسلام، وهذا شكل أقوى صفعة لصورة الإسلام السمحة، فغدا الإنسان الغربي والشرقي من غير المسلمين ينظر للإسلام نظرة توجس ورعب بعد اعتقاده بأن ثورة الخميني هي ثورة إسلامية بحق، ولسان حال غير المسلم يكاد يصرخ مطالباً بتدمير الإسلام إذا كانت حقيقته ما أنتجته ثورة الخميني من إجرام وتقتيل وجرائم اغتصاب وتضييق لا مثيل له في التاريخ على حريات الشعب الإيراني".
وتابع: "إن أقل ما حدث في إيران هو إعدام أكثر من 900 إيراني خلال عام بعد محاكمات صورية، هذا نتيجة انفراد ثلة من العمائم الإجرامية بالسلطة وبجميع الامتيازات، فهل هذا هو الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم؟ من المؤكد أن هذا إجرام الخميني وليس إسلامنا الطاهر الذي نادى به خاتم الأنبياء والرسل".
وقال المحلل السياسي: "من يقرأ ثورة مهاباد ضد طهران بأنها مجرد ردة فعل لحادثة عابرة فهو معمي البصر والبصيرة، فاقتحام رجال من الحرس الثوري الإيراني وبينهم رجل مخابرات إيراني لغرفة في فندق فيها مواطنة إيرانية عاملة هناك، وهجومهم الوحشي عليها لاغتصابها وقفزها من النافذة مفضلة الموت على أن تنتهك وحوش ثورة الخميني شرفها ولحمها الطاهر واستشهادها ومن ثم اشتعال مهاباد بالثورة لا ننظر لكل ذلك كحادثة عابرة وشغب مؤقت".
وأضاف: "ما أشعلته فريناز شهيدة مهاباد هي ثورة حقيقية لشعب ضد ظلم وقهر الملالي الذين أفرزتهم ثورة الخميني البائسة، ثورة مهاباد ليست ثورة أكراد ضد طهران، لأننا نظلم الأكراد إذا نجح الإعلام الإيراني الفاسد بتسويقها كثورة طائفية، بل هي ثورة تنتقل الآن من مدينة إلى مدينة أخرى في إيران سواء كانت تلك المدن كردية أو ليست كردية، فالشعب الإيراني بكافة مكوناته يثور ضد الظلم والقهر". وأردف: "ثورة مهاباد هي ثورة شريفة لإطفاء الثورة البائسة التي دمرت إيران وهي تسعى إلى أمجاد إمبراطورية الفرس الغابرة، فلا هي صنعت إيران الحديثة ولا هي شابهت دولة الفرس القديمة، وضاع الشعب الإيراني بين أقدام الحالمين بولاية الفقيه الفاشلة".
وتابع: "إيران تشتعل، إيران تشتعل بعد أن طفح الكيل بالشعب الإيراني، فقادة طهران وأزلامهم عميٌ القلوب ولا يفقهون إلا لغة المال والسطوة والجبروت والجنس والشذوذ مما حشر الإيرانيين في زاوية صعبة فإما العيش تحت ذل الملالي الدهر كله أو الثورة على ظلمهم وخلعهم من طهران وقذفهم في مزبلة التاريخ".
وأكمل شهيدة مهاباد حسمت الأمر، فكانت الشعرة التي قصمت ظهر بعير صبر الشعب الإيراني على حكامه، فاختار الشعب الثورة ثم الثورة ثم الثورة، لذا نعتقد أن هناك واجباً إنسانياً يقع على جميع دول العالم الإسلامي والعالم الأول وهو دعم ثورة الإيرانيين لتضمحل ثورة الخميني البائسة حتى لا يبقى منها إلا جرائمها التي لن يغفرها التاريخ ولا الشعب الإيراني.
وختم "العجارمة" بقوله: "في كلمة، شهيدة مهاباد تفرض على الإيرانيين وعلى المجتمع الدولي التفكير الجدي لما بعد مرحلة ولاية الفقيه الظالم في طهران، فلم يعد الإيرانيون يحتملون إجرام ورثة ثورة الخميني البائسة، ولم يعد العالم بحضارته الحديثة يحتمل تخلف ملالي إيران وطموحاتهم الإجرامية".