سؤال أتمنى من كل من يعمل مديرا أن يسأله لنفسه بأمانة وبكل تجرد وضمير، خاصة أن هدف أي منظومة إدارية في أي مكان في العالم هو قيادة المؤسسة إلى النجاح في تحقيق أهدافها، وأهمها نجاح الموارد البشرية. مما لا شك فيه أن ربان السفينة بيده أن يقودها بمن فيها بأمان ونجاح وبيده إغراقها بسوء قيادته. ومن مساوئ الإدارة السيئة انفراد المدير بجميع القرارات وعلى الموظفين التنفيذ فقط، «دمى تتحرك» خاصة البسطاء منهم والمغلوبين على أمرهم، والمؤسف أيضا عندما يكون من ضمن موظفي المؤسسة من هو ذو خبرة أكثر من المدير نفسه بدلا من الاستفادة من آرائهم وخبراتهم، وبدلا من تحفيزهم وشحذ هممهم لدفعهم للأفضل لتنجح المؤسسة وينجح هو معها نجده بسوء تعامله وغطرسته وتعاليه يلغي شخصيات الكثير منهم، والمضحك والمبكي عندما يكون تقييم الأداء الوظيفي وسيلة تهديد حينها يسقط المدير ويُسقِط معه المؤسسة بمن فيها إلى الهاوية. وجود القوانين والأنظمة لا يعني تطبيقها بشكلٍ عدوانيٍّ يؤدّي إلى إلغاء الإبداع في العنصر الأهم «الموظفين». أفخر بمؤسسات ناجحة، المديرون فيها يعرفون كيف يتعاملون مع موظفيهم وكيف يجعلونهم مبدعين يخلقون الفرص للاستفادة من إمكانيات وقدرات ومواهب الموظف الفردية والجماعيّة في فريقٍ متكامل لتحقيق أفضل النتائج. وعلاقة الصداقة يجب تفعيلها في كل مؤسسة والعمل بروح الفريق الواحد، ورفض علاقة رئيس ومرؤوس. هؤلاء هم أصحاب الضمائر الحية الذين يبنون جسرا من الثقة المتبادلة بينهم وبين موظفيهم، وهم الواعون لقدراتهم وقدرات موظفيهم، وهم الملهمون لكل جديد وجيد في العمل دون غطرسة أو تسلط، فهل أنت منهم عزيزي المدير وعزيزتي المديرة؟.