كثيرٌ من شبابنا الموظفين يحترمون الوقتَ، ويقدرون العملَ، ويطورونَ أداءهم، ويُجِلّونَ رؤساءهم، بل ويقترحونَ عليهم كلّ ما من شأنه إنجاح العمل في مؤسساتهم الحكومية. هؤلاء الموظفون يفخرُ بهم وطنُهم؛ ويعتني بهم رؤساؤهم- أو هكذا يُفترض- ويحظون بإعجاب كل مواطن. لفت انتباهي أحدهم بينما كان يقدم مقترحاتٍ من شأنها خلق علاقة وطيدة بين الموظف ووظيفته التي يمارسها، وذلك لصناعة مناخ من حُب المهنة واحترامها، وكذا جو من الترابط الوظيفي والإنساني بين الرئيس ومرؤوسيه؛ لجعل العمل جماعياً لا تكتلات فيه ولا تفرد به لأحد؛ حتى يتمكن الموظفون جميعاً من تقديم خدمة راقية للجمهور في إطار حضاري. هذا الأنموذج من الموظفين يتواجد في كل مرافقنا الحكومية بطول البلاد وعرضها؛ فمن يستطيع التعريف بأحدهم فليفعل؛ فهذا واجبنا ككتاب تجاه من يعمل؛ تماماً كواجبنا في نقد من لا يعمل؛ وقد أكون واحداً منهم. اليوم، أقدم لكم موظفاً أمضى أكثر من عشرين عاماً وهو يسير إلى الأمام دون تراجع؛ اسمه إبراهيم عبدالله الحمزي؛ حصُل قبل بضعة أيام على تكريم مُشَرّفٍ على مستوى المملكة في اللقاء الرابع لطب العيون؛ نظير كفاحه في هذا الحقل. يقول الأستاذ إبراهيم نائب مدير العيادات الخارجية بمستشفى الملك فهد بجازان: * لا يمكن للقيادة أن تنجح في الغد ما لم تكن خططت له بالأمس؛ لذلك أقترح على جميع المديرين البحث عن القدرات الكامنة في موظفيهم وعدم تجاهلها، كما أنه ليس من حق أي مدير أن ينسب إنجازات أي موظف لنفسه مهما كان وضع الموظف، بل عليهم التعريف بمهارات موظفيهم ومساعدتهم في تفعيلها والاستفادة منها. * أقترح على الرؤساء في العمل أن يُشعِروا الموظفَ بأنه شخصٌ يفكر أولاً ثم ينتج بعد ذلك، وليس آلة منتجة. * أقترح الاهتمام بحياة الموظف النفسية، جنباً إلى جنب مع ما يُطلب منه في حياته العملية. * أقترح إقامة احتفالات جماعية للموظفين في مقار أعمالهم؛ فإنها تعمل على توطيد الروابط الشخصية والوظيفية معاً؛ الأمر الذي ينعكس إيجاباً على تحقيق نجاح عمل المؤسسات أيا كانت حكومية أو أهلية. * أقترح استخدام المجاملات الحميدة التي من شأنها صُنع خطوة إلى الأمام. * أقترح على المديرين أن يمنحوا الموظف من وقت إلى آخر شعوراً بأنه يعمل كما لو كان هو الرئيس لا المرؤوس. * أخيراً، أذكركم بأن إخلاص العمل لله عز وجل؛ هو أساس كل نجاح. أما أنا فاسمحوا لي أن أقول: مَنْ أراد أن ينجح فعليه أن يتعلم ما الفشل قبل دخوله المدرسة.