ليس من الأسرار القول إن استخدام العامية في كل وسائل الاتصال الاجتماعي وفي كل الفعاليات الفنية كالمسرح والغناء والأفلام التلفزيونية والسينمائية له ضرره البالغ على اللغة الفصحى، وهي لغة القرآن الكريم ولغة الآداب الرفيعة التي حفلت بها المكتبة العربية طيلة قرون، ولا شك أن تلك الوسائل أضحت تسيطر على عقول الناس، وقد تشبعت بسيطرة واضحة للهجات وتغيبت اللغة الفصحى عن ساحتها. وإزاء ذلك فإنني أكبرت وثمنت الجهود التي يبذلها النادي الأدبي بمحافظة الأحساء من العمل على صيانة اللغة العربية الفصحى والدفاع عنها والدعوة لممارستها عبر تلك الوسائل الاتصالية الحديثة، فما أقدم عليه المقهى الثقافي بقاعة النادي من قبل مثقفات الأحساء يدعو للإعجاب، فقد دافعن بشراسة عن اللغة العربية الأم ونادين بالالتزام بها، والالتزام بمفرداتها. هذا الحراك الثقافي للدفاع عن اللغة العربية الفصحى يحسب لسائر الأنشطة المشهودة التي يمارسها أدبي الأحساء، فرغم اهتمامه بدفع الحركة الثقافية بالمحافظة الى آفاق جديدة من خلال منابره وأمسياته الشعرية والقصصية ونحوها فإنه شرع في بحث أمور ثقافية هامة وحيوية ومنها الدفاع عن اللغة العربية الفصحى وأهمية استخدام مفرداتها في تعاملنا الاتصالي الحديث. وأظن أن الالتزام ببرامج التدقيق اللغوي والاملائي كما أثارته احدى المثقفات في المقهى يمثل انطلاقة حيوية للعودة الى أصول اللغة الفصحى من خلال تحرير النصوص التي ربما يجهلها معظم المتعاملين مع وسائل الاتصال الاجتماعي، فتعزيز الانتماء للغة العربية الفصحى هو من أهم الأساليب التي تعيد لهذه اللغة رونقها وجديتها في معالجة مختلف التعاملات ومنها التعاملات عبر وسائل التواصل الاجتماعي. صحيح أن المنغمسين في استخدام تلك الوسائل يرتكبون سلسلة من الأخطاء اللغوية والاملائية أثناء استخدامهم مفردات اللغة الفصحى غير أن بإمكانهم العودة الى تصحيح أخطائهم بالمزيد من اطلاعهم على لغتهم رغم ما يواجهونه من انتقادات، فليس عيبا أن يقع بعضهم في أخطاء غير مقصودة، ولكن العيب جهلهم أو تجاهلهم لأصول لغتهم العربية التي يجب استخدامها في تلك الوسائل المستحدثة. كما أن الاخطاء التي قد يقع فيها من يحاولون استخدام اللغة العربية الفصحى يمكن تلافيها بمحاولة الرجوع الى قواعد اللغة وعدم اهمالها والحيلولة دون الاستمرار في استخدام اللهجات المحلية في تلك الوسائل التي لا مفر من استخدامها كما أظن في كل تعاملاتنا اليومية.