أعلن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أمس الجمعة، من العاصمة الفرنسية باريس أن الفلسطينيين لن يقبلوا أي خطة سلام أميركية. وأوضح عباس خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن واشنطن لم تعد قادرة على تقديم حل عادل لعملية السلام في المنطقة. وأكد الرئيس الفلسطيني: «الملك سلمان قال لي لن نحل قضية الشرق الأوسط قبل أن تقوم دولة فلسطين وعاصمتها القدسالشرقية، وهذا ما كرره الملك وولي عهده». وأضاف: «أن السعودية لم تتأخر يوما عن دعم الشعب الفلسطيني في كافة المجالات ودعم القضية الفلسطينية». من جانبه، شدد ماكرون على أنه لا بديل لحل الدولتين: فلسطينية وإسرائيلية. وأعلن أن باريس ستعترف بدولة فلسطينية لكن في الوقت المناسب وليس تحت الضغط. واعتبر ماكرون أن الأميركيين «مهمشون» في قضية القدس، بعد التصويت الأممي. فيما قتل شابان أمس الجمعة وأصيب عشرات الفلسطينيين في مواجهات مع قوات الاحتلال. دعم السعودية وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مؤتمر صحفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس: «السعودية كما تعلمون جميعا علاقاتها قوية منذ الأربعينات مع أمريكا، إلا أن القضية الوحيدة الشائكة بين السعودية وأمريكا هي القضية الفلسطينية.. فالسعودية تدعم الحلول الخاصة للقضية الفلسطينية». وتابع عباس في المؤتمر: «إن السعودية لم تتوان يوما عن دعم الشعب الفلسطيني في كافة المجالات، «السعوديون دائما يؤيدون الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.. وهي لم تتدخل بالشؤون الداخلية لفلسطين ولم تتأخر يوما عن دعم الشعب الفلسطيني في كافة المجالات ودعم القضية الفلسطينية». وأكد الرئيس الفلسطيني أن السعودية تؤيد أن تكون القدسالشرقية عاصمة لفلسطين، «الملك سلمان قال لي: لن نحل قضية الشرق الأوسط قبل أن تقوم دولة فلسطين وعاصمتها القدسالشرقية، وهذا ما كرره الملك وولي عهده». حل الدولتين وغداة ادانة واسعة في الجمعية العامة للامم المتحدة لقرار واشنطن بشأن القدس، قال عباس: «ان الولاياتالمتحدة لم تعد وسيطا نزيها في عملية السلام، ولن نقبل أي خطة منها بسبب انحيازها وخرقها للقانون الدولي». واضاف عباس: «ما قامت به الولاياتالمتحدة في هذا الموضوع بالذات، جعلها هي تبعد نفسها عن الوساطة» فيما تحضر واشنطن خطة سلام للمنطقة يفترض ان تكشف عنها في ربيع 2018. ومن اصل 193 دولة في الجمعية العامة، ايدت 128 منها القرار الذي يدين اعتراف الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، في حين رفضته تسع دول هي الولاياتالمتحدة واسرائيل وغواتيمالا وهندوراس وتوغو وميكرونيزيا وناورو وبالاو وجزر مارشال. وأوضح عباس: «هذه المرة متحدون من أجل السلام» مضيفا «سنستمر في مساعينا هذه، وإذا قبلوا بحل الدولتين والقدس عاصمة، وجلسنا على أساس حدود 1967 نحن مستعدون للتفاوض، لن نخرج عن ثقافة السلام وعن أسلوبنا، حتى نحقق السلام مع جيراننا، والمهم أن هناك دولا كثيرة في العالم أيدت موقفنا، وهناك دول لها تأثيرها تدعم مواقفنا». اتفاق الأطراف بالنسبة للرئيس الفرنسي، فإن الولاياتالمتحدة باتت «مهمشة» في هذا الملف، لكنه قال ان فرنسا لن تسارع الى الاعتراف بدولة فلسطينية بشكل احادي الجانب، فيما يدعو عباس الى دور فرنسي اكبر في هذه القضية. وقال ماكرون: ان «الاميركيين مهمشون، أحاول ألا أقوم بالمثل». واضاف ماكرون: «هل سيكون مجدياً اتخاذ قرار من طرف واحد بالاعتراف بفلسطين؟ لا أعتقد. لأنه سيمثل رد فعل» على القرار الأميركي «الذي سبب الاضطرابات في المنطقة. سأكون بذلك أرد على خطأ من النوع ذاته»، مضيفا انه لن «يبني خيار فرنسا على اساس ردة فعل» على السياسة الأميركية. وذكر ماكرون الذي سيزور اسرائيل والاراضي الفلسطينية في العام 2018، بمعارضته للقرار الأميركي وبموقف فرنسا القائم على انه «لا بديل لحل الدولتين ولا حل من دون الاتفاق بين الطرفين حول القدس». بالعودة الى موقف الولاياتالمتحدة التي هددت ب«تسجيل اسماء» الدول التي ستصوت لصالح قرار ادانة الاعتراف الاميركي بالقدس عاصمة لاسرائيل، انتقد عباس محاولات واشنطن ترهيب الدول قبل التصويت. وقال: «آمل أن يتعظ الآخرون، فلا يمكن أن تُفرض مواقف على العالم بالمال». وكانت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة نيكي هايلي حذرت الدول التي تصوت لصالح قرار الجمعية العامة وقالت ان موقفها سيؤثر على السياسة الأميركية تجاهها. واكدت روسيا وتركيا الجمعة بعد تصويت الاممالمتحدة دعمهما العمل من اجل اقامة دولة فلسطينية مستقلة. مقتل شابين وفي الأراضي المحتلة، قتل فلسطينيان برصاص الجيش الإسرائيلي في غزة، في جمعة ثالثة اندلعت فيها مواجهات بين شبان فلسطينيين والجيش الإسرائيلي، في عدد من المدن الفلسطينية. ووقعت المواجهات في الخليل وبيت لحم وقلقيلية وكفر قدوم وأريحا والبيرة وقرى شمال غربي رام الله، وبلدتي حيوس وعزون شمالي الضفة الغربية، في رد فعل ميداني على إصرار الولاياتالمتحدة على قرارها باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، في تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأطلقت القوات الإسرائيلية الرصاصات المطاطية وقنابل الغاز المسيل للدموع بشكل مكثف في مواجهة الشباب المحتجين، مما أدى إلى إصابة عدد كبير منهم. وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية، أشرف القدرة، أن شابا فلسطينيا قتل برصاص الجيش الإسرائيلي في مواجهات اندلعت بين المتظاهرين والجيش بعد صلاة الجمعة على حدود قطاع غزة. وقال القدرة في بيان: «استشهد الشاب زكريا الكفارنة (24 عاما) إثر طلق ناري أصابه مباشرة في الصدر شرق جباليا» في شمال القطاع، حيث تدور مواجهات بين مئات المتظاهرين الفلسطينيين.