وسط رفض أممي لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بنقل سفارة واشنطن للقدس، أعلن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، أمس، أن الفلسطينيين لن يقبلوا بأي خطة سلام أميركية، مضيفا أن واشنطن لم تعد قادرة على تقديم حل عادل لعملية السلام في المنطقة، مؤكدا أن السعودية تدعم الفلسطينيين ولا تتدخل في شؤونهم. وقال إن «مما يدعو للأسف أن الولاياتالمتحدة قررت عدم الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي من خلال مكافأة هذه السياسات الإسرائيلية غير القانونية عبر الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل»، مشيرا إلى أن القرار الأميركي شكل إهانة للملايين في جميع أنحاء العالم. من جانبه، شدد ماكرون على أنه لا بديل لحل الدولتين «فلسطينية وإسرائيلية»، معلنا أن باريس ستعترف بدولة فلسطينية، لكن في الوقت المناسب وليس تحت الضغط، ومؤكدا أن الأميركيين باتوا مهمشين في قضية القدس، بعد التصويت الأممي أول من أمس. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد تبنت أول من أمس، قرارا يرفض اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل بتأييد 128 دولة. تأييد إسلامي رحّبت منظمة التعاون الإسلامي بالقرار التاريخي الذي صدر أول من أمس عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن مدينة القدسالمحتلة. واعتبرت المنظمة، في بيان، أن القرار يجسد إجماعا دوليا على دعم الحقوق الفلسطينية. وفي الأردن تظاهر مئات الأردنيين أمس، أمام السفارة الأميركية في عمان رفضا لاعتبار الرئيس الأميركي دونالد ترمب القدس عاصمة لإسرائيل. كما تقدّم رئيس الوزراء الماليزي، نجيب رزاق، أمس، آلاف المتظاهرين الذين احتشدوا في العاصمة الإدارية لبلاده، بوتراجايا، وذلك تضامنا مع مدينة القدس. حافز للعرب عدّ رئيس كتلة «المستقبل النيابية» فؤاد السنيورة، أمس، قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الرافض لاعتراف أميركا بالقدس عاصمة لإسرائيل، حافزا للوحدة العربية، وقال في تصريح صحفي أمس، أتمنى أن يشكل هذا القرار فرصة لتكوين موقف فلسطيني وعربي قوي ومبادر للحفاظ على هذا التأييد الدولي، والانطلاق منه إلى مواقف تعزز الجهود الدولية نحو التوصل إلى الحل العادل للقضية الفلسطينية برمتها. وعلق رئيس الحكومة اللبنانية السابق نجيب ميقاتي على القرار قائلا: «إن قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة بشأن القدس يؤكد مجددا أن القدس عربية، ولا يمكن لأي قرار أحادي أن يقفز فوق هذه الحقيقة». مواجهات عنيفة استشهد فلسطيني وأصيب العشرات، بينها حالات خطيرة، في مواجهات تفجرت أمس في الأراضي الفلسطينية في جمعة الغضب على قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وكانت مواجهات عنيفة اندلعت في مدن الضفة الغربية، بما فيها القدسالشرقيةالمحتلة، وحدود قطاع غزة بعد انتهاء صلاة الجمعة أمس التي خصصت للجمعة الثالثة على التوالي للتنديد بالقرار الأميركي. وقال الناطق بلسان وزارة الصحة الفلسطينية الدكتور أشرف القدرة، إن الشاب زكريا الكفارنة، 24 عاما، استشهد إثر طلق ناري في الصدر في المواجهات التي اندلعت شرق جباليا على حدود غزة، مشيرا إلى إصابة العشرات من الفلسطينيين بإصابات خطيرة.