بدأت المؤسسات الفلسطينية أمس سلسلة اجتماعات للبحث في الخيارات السياسية لمواجهة الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل، فيما تواصلت الاحتجاجات في الأراضي الفلسطينية، خصوصاً في القدسالمحتلة وبيت لحم وغزة التي شهدت قصفاً إسرائيلياً على مواقع في القطاع ورداً صاروخياً فلسطينياً. وارتفع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي إلى أربعة إثر العثور على جثتي مقاتلين من «كتائب القسام» في مدينة خان يونس جنوب القطاع، بعد شن إسرائيل ضربات جوية جديدة على غزة السبت. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني إن «المؤسسات الفلسطينية تدرس استبدال الرعاية الأميركية المنفردة لعملية السلام برعاية دولية، مثل مؤتمر دولي أو صيغة خمسة زائد واحد أو ما شابه، بعدما أخرجت الإدارة الأميركية نفسها من رعاية العملية السياسية. وعلينا أن نبحث عن البديل». وأوضح أن بين الأفكار الجاري بحثها إنهاء المرحلة الانتقالية، أي اتفاق أوسلو، والتنسيق الأمني مع إسرائيل وقيود اتفاق باريس الاقتصادي وغيرها. وبدأت القيادة الفلسطينية تطبيق التوجه الجديد الرامي إلى إنهاء التفرد الأميركي برعاية العملية السياسية، إذ إعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن الرئيس محمود عباس يرفض استقبال نائب الرئيس الأميركي مايك بنس الذي يزور المنطقة في 17 الشهر الجاري، ولن يكون هناك أي اتصال رسمي بين مسؤولين فلسطينيين وأميركيين. وجاءت تصريحات المالكي قبل اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية في القاهرة لمناقشة اعتراف الرئيس دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبعدما قال عباس إن واشنطن لم تعد مؤهلة لتكون وسيطاً في عملية السلام. ووجهت الدول الأوروبية الكبرى نداءً مشتركاً إلى الولاياتالمتحدة، مساء أول من أمس، بأن تكشف عن تفاصيل تصورها لمسار التسوية الفلسطينية- الإسرائيلية، وأن تقدم «تفاصيل» طرحها، بعد جلسة لمجلس الأمن الجمعة بيّنت مدى انفراد واشنطن في موقفها في شأن القدس في ظل معارضة دولية. وتواصلت الاحتجاجات أمس في المناطق الفلسطينية، خصوصاً في القدس وبيت لحم ورام الله وغزة، وإن بوتيرة أخف من اليوم السابق. وكانت غزة شهدت ليلة ساخنة (أول من أمس) شن خلالها الطيران الإسرائيلي غارات عدة على القطاع استمرت حتى فجر أمس، وأسفرت عن استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة العشرات. وأُطلقت ثلاثة صواريخ الجمعة من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، سقط أحدها في مدينة سديروت من دون حصول خسائر. وانتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الغارات الإسرائيلية، ووصف إسرائيل بأنها «دولة احتلال» تلجأ إلى «الترهيب وضرب الشبان والأطفال» الفلسطينيين. وجدد رفضه قرار ترامب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، معتبراً أن هذا القرار «استفزازي»، فيما تستضيف تركيا الأربعاء المقبل اجتماعاً عاجلاً لمنظمة التعاون الإسلامي للبحث في القرار الأميركي. وشهدت غزة أمس مسيرة، احتجاجاً على القرار الأميركي، طالبت الفصائل خلالها السلطة الفلسطينية بإلغاء اتفاق أوسلو والتنسيق الأمني مع إسرائيل. وشهد العديد من دول العالم أمس مسيرات احتجاجاً على قرار ترامب وتضامناً مع الفلسطينيين. وفي القاهرة أعلن بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني رفضه لقاء نائب الرئيس الأميركي خلال زيارته القاهرة الشهر الجاري. وأعلنت الكنيسة القبطية المصرية في بيان أمس أن موقف البابا جاء «نظراً إلى القرار الذي اتخذته الإدارة الأميركية بخصوص القدس ومن دون اعتبار لمشاعر الملايين من الشعوب العربية». وكان شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب رفض أول من أمس استقبال بنس احتجاجاً على القرار الأميركي.