دانت منظمة «هيومن رايتس ووتش» المعنية برصد انتهاكات حقوق الإنسان، إرسال السلطات الإيرانية أطفالا للقتال بصفوف قوات الحرس الثوري الإيراني -المصنف إرهابيا وفقا لقائمة الخزانة الأمريكية- في سوريا. وتقول المنظمة إنه «بموجب القانون الدولي العرفي، يُعتبر تجنيد الأطفال دون سن ال 15 جريمة حرب، حيث يحدد «البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل» 18 عاما كحد أدنى لسن التجنيد أو المشاركة في الأعمال الحربية»، وذلك بعيد نشر مقابلة تليفزيونية مع طفل 13 عاما تم تجنيده في سوريا. وذكرت المنظمة في بيان، الجمعة، أن إرسال الحرس الإيراني أطفالا إيرانيين وأفغانا للقتال في سوريا يعتبر «جريمة حرب». وفي نوفمبر من العام الماضي، رفض اللواء محمد رضا نقدي، القائد السابق لميليشيات الباسيج (التعبئة الشعبية) التابعة للحرس الثوري الإيراني، توقيع بلاده على اتفاقية حقوق الطفل الدولية تحت ذريعة أنه غير عقلاني، على حد تعبيره. ويخشى مسؤولو الباسيج والحرس الثوري والتيار المتشدد في إيران أن يؤدي التوقيع على الاتفاقية إلى حظر مراكز الباسيج في المدارس، حيث تتضمن الاتفاقية بندا لمنع تجنيد الأطفال في النزاعات المسلحة. من جهة أخرى، نشرت المعارضة الإيرانية في واشنطن بالولايات المتحدة كتاباً يذكر بمجزرة 1988، عندما أعدم نظام الملالي آلاف المعارضين، ودعت خلال عرض لها في واشنطن الجمعة إلى كشف حقيقة ما يجري حتى الآن في إيران من إعدامات تطال النساء وصغار السن والمعارضين، علاوة على محاسبة النظام الإيراني على المجزرة. من ناحيته، دعا سفير أمريكي سابق، إلى محاسبة المسؤولين عن تلك المجزرة، وقال آدم ايريلي «كما يشير الكتاب، هناك عدد كبير من مرتكبي هذه الجريمة يشغلون مناصب عالية في الحكومة الإيرانية الحالية». ولفت ايريلي إلى ضرورة وضع قانون أمريكي يحاسب المسؤولين عن تلك الإعدامات، مشيرا إلى قانون ماجنيتسكي المتعلّق بروسيا. بدورهم، طرح مؤيّدون للمعارضة الإيرانية، خططاً أوسع لمواجهة تصرفات دولة «ولاية الفقيه»، بينها فرض عقوبات بموجب قانون أو بقرارات من وزارة الخزانة ووقف أي مدفوعات لإيران بموجب الاتفاق النووي، وشنّ حملة توعية تكشف تصرفات النظام السابقة والحالية. وقد وجه أحد المشاركين انتقادات عنيفة للإدارة الأمريكية السابقة، لأن تقريرها حول حقوق الإنسان عن إيران يسكت عن التجاوزات. وكان نائب الرئيس الامريكي مايك بنس قد وجه بدوره انتقادات للإدارة السابقة بقيادة باراك أوباما؛ حول تعاملها مع النظام الإيراني قائلا: «بدلا من مواجهة هذا التهديد، رفعت الإدارة السابقة العقوبات المفروضة على إيران، ووقّعت على صفقة كارثية مع طهران، منحت النظام الإيراني أكثر من 100 مليار دولار يمكن أن تجد طريقها بسهولة إلى وكلاء إيران الإرهابيين في جميع أنحاء العالم». وهاجم بنس، النظام الحاكم في إيران في ندوة اقيمت بمعهد هادسون في واشنطن، الخميس الماضي، واصفا إياه ب «السرطان الذي وسع دائرته في منطقة الشرق الأوسط»، واصفا اياه بأحد الأنظمة الرائدة في دعم الإرهاب والإرهابيين في العالم، مؤكدا أن «نظام طهران يدعم القاعدة وطالبان وحزب الله وحماس وغيرها من الجماعات الإرهابية الوحشية».