الفن حالة تتلبس شخوصا وكائنات لا تستوعب العقل فتطير من محيطة إلى فضاءات أرحب في الخيال تسبح في الفلك , تخرجك في لحظات منك إلى غيرك لتكون ملك حالة لا تتوانى في جعلك مختلفا بين وعي ولا وعي حالة بين المعقول وغير المعقول , الفن مساحة تعيش في كيان الإنسان وكذلك الجماد لا نستطيع قطعها أو تجاوزها فهي تمتد كشبكة تلتحم بكل الأطراف الممسكة بها والمرتبطة بجمعها وشحنها للخروج في صورتها النهائية . يكمن تقييم الفن بمختلف أشكاله وتقديره حسب أولويات لا تشاهد بالنظر فقط بل تستشعر من خلال النبض والتعايش والقدرة الكامنة على التأثير . ثمة ارتباط شاسع بين الفن والعاطفة , والموسيقى احد هذه الفنون التي تلامس العواطف وتؤسس في خلجات النفس انسجاما غير محكي لقدرتها على الانتقال خلسة إلى ما هو أبعد من الظن.الفن حالة إبداعية تتعانق لتزفر جمالا من العمق سواء كان هذا الفن لوحة شعرية أو مقطوعة موسيقية أو رسما تشكيليا أو تصويريا أو تجسيدا لحكايات نسجتها الحروف واختصرتها الكلمات , وقد خص الله سبحانه أناسا بمقدورهم على صناعة هذا الفن وصياغته بما يتلاءم ونوع الإبداع واعتقد أن حضارات كل الشعوب ارتبطت بالفن والجمال وما تخلفه من آثار ما هي إلا صورة لذلك الفن الذي خلفته أيادي النحاتين في صخور الزمن . ثمة ارتباط شاسع بين الفن والعاطفة , والموسيقى احد هذه الفنون التي تلامس العواطف وتؤسس في خلجات النفس انسجاما غير محكي لقدرتها على الانتقال في خلسة إلى ما هو أبعد من الظن , تارة تجد نفسك بين مروج خضراء تسكن قصورا من الرخام تحلق في مهرجان من الفرح والحبور وتارة تجدك تسكن المقابر تتدثر بأكفان الماضي تنظر من نوافذ الحرمان لأشباح لا تراها ولكنها تخيفك , إذا للموسيقى من وجهة نظر خاصة قدرة كالسحر واستطاعة على أرجحة المشاعر حيث تتحكم الجملة الموسيقية الواحدة في نسج كم من المشاعر المختلطة نعجز عن تفسيرها والوصول إلى منتهاها ولكننا نسكنها مثلما تسكننا , ورغم أهمية هذا الفن وقدرته على الاستحواذ والتأثير المباشر إلا أننا حتى الآن نحذر من تعاطيه رغم تعاطيه وانتشاره كما تتضاءل المؤسسات الثقافية والأدبية من تبنيه فهل هذا الفن المؤثر والأصيل جزء من الثقافة أم ترف ولهو يستوجب التجاهل ؟