نعيش مرحلة تحول في الرياضة السعودية، ومن خلالها لا بد أن نفكر على أرض الواقع، كيف نستطيع أن نحافظ على المواهب التي تبدع في الأندية أو المنتخبات ونستفيد من الدول التي خاضت تجارب في تطوير كرة القدم؟. في أوروبا وأمريكا الجنوبية تحديدا يكتشف الموهوب من سن الخامسة أو السادسة، ويتم الاهتمام به بشكل مختلف لأن في مراحل البناء الكرة ليست كل شيء، فتجدهم يهتمون بالعمل الأكاديمي من خلال المتابعة الصحية والغذائية حتى لا يصل اللاعب إلى سن 18 إلا وهو جاهز للاحتراف بكل المقاييس. سابقا عندما يتجاوز اللاعب العمر المحدد لفئة الشباب ينتقل مباشرة للفريق الأول، ووقتها ومن منطلق عدم التفريط في المواهب يتم الاستغناء عن اللاعب الأقل عطاء في الفريق الأول مباشرة، وإلا لم نكن سنشاهد محيسن الجمعان وعمر باخشوين وغيرهم من اللاعبين، وكان استحداث الفئة الاولمبية للمحافظة على اللاعبين، ولكن في اعتقادي تراجع قوة الدوري الأولمبي وعدم تسليط الضوء عليه بشكل جيد ساهم في عدم الاستفادة من هذه الفئة، لذا على إدارات الأندية أن تعلم أن ركن المواهب على حساب منح لاعبين لا يستطيعون تقديم المزيد يعد قرارا قاسيا سوف يحرمنا من الاستمتاع بالمواهب الشابة. نعلم جيدا أن منتخب الشباب الذي مثلنا في نهائيات كأس العالم الأخيرة يزخر بالمواهب الشابة والتي كنا نعول على الأندية أن تمنحهم الفرصة مع الفريق الأول، ولكن للأسف لم نشاهد الا ناديين تقريبا اهتموا بهذه المواهب واليوم أغلب هؤلاء اللاعبين يمثلون المنتخب الأولمبي، مما يؤكد على موهبتهم وكي لا نخسر فرصة مشاركتهم يجب علينا أن نفكر جديا في إيجاد الفرص الحقيقية لصناعة منتخب محترف خارجيا، بمعنى أن يتم تفعيل دور علاقات الاتحاد السعودي لإيجاد فرص احتراف حقيقية لهؤلاء اللاعبين لصناعة منتخب محترف. الذكاء التسويقي الذي استخدمة وكلاء اللاعبين للاعبين العرب الذين احترفوا في اوروبا هو من ساهم في التعاقد معهم، وبعد بروز محمد صلاح في روما وغيره من اللاعبين أصبح الطريق ممهدا للاعبينا، وبكل صراحة لدينا لاعبون موهبون يستحقون الفرصة ويحتاجون من يأخذ بيدهم للاحتراف الخارجي. يخطئ من يقول الطموح الفئات السنية للأندية ليس حصد البطولات أو حتى في المنتخبات وفقط نريد دعم الفريق الأول بمواهب، إذا لم نزرع روح المنافسة وثقافة الفوز بالبطولات في هذه المرحلة إذا متى؟ وإلا لما شاهدنا الهلال وعلى تعاقب الأجيال ما زال لاعبوه لديهم هذه الثقافة. همسة في أذن الواقع: الهلال يحتاج دعم الجميع بالاضافة الى تركيز لاعبيه وهذا أهم ما يحتاجه في مباراة الذهاب امام الفريق الياباني يوم السبت المقبل، اما الضغط الاعلامي والجماهيري فقد يسبب مشكلة كبيرة للفريق. على المحبة نلتقي،،،