كتب: حمد حميد الرشيدي «دائما يمكنك أن تضيف إلى ذاتك الصلصالية قطعة أو جزءا آخر. سيأخذ ذلك وقتا حتى تصبح أصيلة فيك، هذا يعني أنك تكبر مع الوقت حين تضيف إليك التجربة والحياة». ما سبق «توطئة» مقتطفة من كتاب «كيف يطير الصلصال؟» للكاتبة لبابة أبو صالح، جعلت منها استهلالا مناسبا لولوج القارئ إلى مادة كتابها هذا. ويأتي العنوان الفرعي للكتاب نفسه والذي جاء أسفل العنوان الرئيسي له مباشرة ألا وهو «معالم الطريق نحو الأدبية» على الغلاف الخارجي للكتاب ليوضح للقارئ محتواه والموضوع الأساسي الذي يتناوله، وهو باختصار شديد: كيف تصبح مبدعا قادرا على كتابة الإبداع الإنساني المتفرد الذي يجعلك متميزا عن غيرك ببصمة إبداعية تخصك وحدك؟. وتركز الكاتبة على هذه النقطة الهامة جدا في حياة المقبلين على الإبداع، وأولئك الذين يريدون أن يكونوا مبدعين حيث تقول: هذا الكتاب لا يصنع السلم لمن يريد الصعود نحو الكتابة، وإنما يجعل الراغب بالصعود يرتقي درجة تكفي ليصل إلى أعلى السلم حيث ينتج منجزه الأدبي الجميل. إنه ببساطة يجعل الكاتب يقف أمام مرآته ويسأل نفسه إن كان يملك خصائص المبدع؟ إن كان يمتلك أسلوبه الذي يتسع له؟ إن كان حالما يملك من القوة ما يعينه على الوقوف إثر كل سقوط يتعرض له؟. وقامت المؤلفة بتقسيم مادة كتابها هذا إلى ثلاثة أبواب رئيسية تبحث في تعريف الإبداع ومفاهيمه ومصطلحاته وأساسياته من زوايا عدة كالتالي: * الباب الأول: تناولت خلاله المؤلفة ماهية المبدع والتشكل الإبداعي، الصلصال، الحلم بالطيران. * الباب الثاني: تطرقت فيه المؤلفة إلى ما سمته ب(العملية الأدبية) التي قامت بتقسيمها إلى ثلاثة أقسام: أولا: تشكيل الصلصال والسمات الأصيلة، دفتر اليوميات ثم السمات المكتسبة ألا وهي القراءة. ثانيا: جناح المبدع الذي تقصد به المؤلفة النص. ثالثا: الفضاء والمقصود به تحديدا فضاءات التلقي. وفي الباب الثالث -تحديدا- تطرقت فيه الكاتبة إلى ما سمته من وجهة نظرها ب(ورشة الصلصال) على حد تعبيرها، أي اكتشاف ما يمكن أن نطلق عليه (اسم الخارطة الإبداعية) وتقييم مستوى ما نكتبه وما نقرؤه، وتلك العلاقة القائمة بين الكاتب والقارئ. وقد وضعت الكاتبة في نهاية الكتاب استبيانا لاكتشاف الخارطة الإبداعية لكل إنسان يحاول أن يبدع والتي سبق أن تطرقنا لذكرها آنفا. إن أقل ما يمكن أن نقوله عن هذا الكتاب وكاتبته ومادته التي يبحث فيها إنه كتاب متميز ويستحق أن نقرأه، وأن نحتفي به، فهو إضافة جديدة لمكتبتنا العربية، خاصة بالنسبة لأولئك الذين لا يزالون في بداية خطواتهم الأولى تجاه هذا العالم، ليكون لهم بمثابة المرشد الإبداعي الذي يتلمسون من خلاله خطواتهم الجادة نحو الإبداع بمعناه الحقيقي وطريقه الصحيح واتجاهه السليم. حمدالرشيدي