أجمعت الأوساط السياسية في كثير من دول الشرق والغرب أن القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي عقدت مؤخرا بالرياض وحضرها الرئيس الأمريكي في أول زيارة رسمية يقوم بها بعد دخوله البيت الأبيض أدت الى تعزيز وقوة المملكة كمركز ثقل سياسي واقتصادي كبير، وهذا المركز أضحى أكثر تأثيرا بعد تلك القمة الحيوية التي أدت الى توحيد كلمة العرب والمسلمين ولم شملهم وصفوفهم. ولا شك أن تنادي أكثر من 55 دولة عربية واسلامية للمشاركة في تلك القمة بدعوات رسمية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز– يحفظه الله– ينم بوضوح عن مكانة المملكة الرفيعة في قلوب العرب والمسلمين واهتمامهم الكبير بالقيادة السعودية الرشيدة وقدرتها الفائقة على حلحلة الأزمات العربية والاسلامية العالقة، وهي قدرة تمتلك المملكة كافة أدواتها لتحقيقها وصولا الى استقرار وأمن الدول العربية والاسلامية. ونتائج تلك القمة أدت آليًا إلى عزل النظام الايراني بوصفه محركا للتنظيمات الارهابية ومؤيدا لها، كما أن القمة أدت الى الخروج بمسار عالمي موحد لمكافحة ظاهرة الارهاب واحتوائها ومحاولة اجتثاثها من جذورها عبر قرارات حاسمة تصب في قطع تمويلات تلك الظاهرة وتضييق الخناق عليها في كل مكان، فإجماع دول العالمين العربي والإسلامي مع الإجماع الأمريكي لمكافحة الإرهاب سيكون له أثره الفاعل في احتواء تلك الظاهرة والحد من سريانها. وقد أعجبت دول العالم بما أقدمت عليه المملكة حيث أنشأت مركز «اعتدال» بالرياض لملاحقة الإرهابيين وشل حركاتهم وفقا لأحدث التقنيات المعلوماتية والاتصالية، ومن المعروف أن مكافحة تلك الظاهرة لا تتم وفقا للعمليات العسكرية فحسب بل لا بد من تزامن تلك العمليات مع الوقوف على الأساليب التي اتخذتها تلك التنظيمات باستخدامها الثورة المعلوماتية الحديثة، فملاحقة تلك الأساليب واكتشافها يتم في الوقت الحاضر عبر ذلك المركز الحديث. من جانب آخر فإن تلك القمة وجهت رسالة صريحة للنظام الإيراني وأعوانه من التنظيمات الإرهابية برصد حركاتهم والتخلص من ظاهرتهم الشريرة، وقد كانت المملكة سباقة بإنشاء مركز «اعتدال» ليضاف إلى سلسلة من الإجراءات الحيوية التي من شأنها ملاحقة الإرهابيين وتضييق الخناق عليهم وصولا إلى الهدف النهائي باستئصال ظاهرتهم والتخلص منها في أي مكان تتواجد فيه. وليس بخاف أن اجتماع زعماء الأمتين العربية والإسلامية بالرياض بدعوات من المملكة أدى إلى تعزيز التحالف ليس بين الرياضوواشنطن فحسب بل بين واشنطن وكافة عواصم تلك الدول لما فيه مكافحة الإرهاب، ولما فيه تحقيق أقصى درجات الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة وسائر الشعوب الإسلامية، وما تمخضت عنه تلك القمة من قرارات وتوصيات يؤكد أهمية التحالف الدولي المنشود لمكافحة ظاهرة الإرهاب الشريرة والتخلص منها نهائيا.