المباحثات التي تمت بين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ومعالي وزير الدفاع الأمريكي، وكذلك المباحثات التي تمت بين الوزير الأمريكي ونظرائه في دول مجلس التعاون الخليجي تقضي بتشكيل تحالف خليجي أمريكي لمواجهة الإرهاب، وهو مشروع سوف يبحث بتوسع بين أقطاب هذا التحالف في أبريل المقبل. وضع الخطوات الأولية لهذا التحالف يؤكد المضي قدما للتنسيق بين الدول الخليجية والولاياتالمتحدة في المسائل الاقليمية والدولية والعسكرية، ويضع اللمسات المهمة لقيام التحالف المنشود لتعزيز فرص الاستقرار والأمن في المنطقة ويبعدها عن شبح الارهاب الذي أخذ يعصف بدول العالم، وآخر مظاهر الارهاب ما حدث في العاصمة البلجيكية بما أدى الى استنفار كافة الجهود الدولية لاحتواء ظاهرة الارهاب وملاحقة الارهابيين في كل مكان. التحالف المنشود سوف يؤدي الى تفعيل الجهود المشتركة بين دول مجلس التعاون الخليجي وبين الولاياتالمتحدة لمكافحة آفة الارهاب الآخذة في التمدد الى سائر دول العالم دون استثناء، ولا بد من وضع الخطوات العملية والاحترازية لمواجهة التحرك الارهابي ووقف زحفه الى دول مجلس التعاون الخليجي، وقد ذاقت بعض الدول الخليجية كما ذاقت الولاياتالمتحدة مرارة الاجرام الارهابي وفظائعه الشنيعة. والتنسيق بين دول مجلس التعاون الخليجي والولاياتالمتحدة للتعاون في مجال مواجهة التطرف والارهاب سوف يضع حدودا فاصلة وقاطعة لاجتثاث ظاهرة الارهاب من جذورها، بل سيؤدي هذا التعاون لكبح جماح الارهابيين ومنعهم من ارتكاب حماقاتهم الارهابية في كثير من دول العالم، وسوف يحد قطعا من انتشار تلك الظاهرة الشريرة ويوقف الارهابيين عند حدودهم. كما أن التحالف أيضا سوف يواجه الدور الايراني في المنطقة، وهو دور يظهر جليا من خلال محاولة حكام طهران تصدير ارهابهم الدموي الى دول المنطقة ودول مجلس التعاون الخليجي من خلال التدخل السافر في الشؤون الداخلية لتلك الدول، ومن خلال معاضدة ومساندة عملائها في المنطقة لتمرير أعمالهم الاجرامية كما هو الحال في الدعم الايراني اللا محدود ماليا وعسكريا لحزب الله اللبناني. انه تحالف يضع دول مجلس التعاون الخليجي والولاياتالمتحدة أمام محك جديد يستهدف النهوض بكل الأساليب الممكنة لمواجهة ظاهرة الارهاب ومكافحتها بكل الطرق، وأهمها تبادل الخبرات والمعلومات واكتشاف الأعمال الارهابية التي تنوي رموز الارهاب تنفيذها قبل وقوعها، وهو اكتشاف سوف يؤدي الى تحجيم أدوار تلك الظاهرة الشريرة ويؤدي الى اكتشاف المزيد من العناصر الارهابية التي تضمر الشر والحقد والكراهية لسائر المجتمعات البشرية. سوف يؤدي التحالف الخليجي الأمريكي الى ظهور اضافة جديدة من الاضافات المشهودة لملاحقة الارهابيين واجتثاث ظاهرتهم الاجرامية من جذورها، والعمل على اكتشاف مصادرها ومخططاتها الشريرة حفاظا على أمن واستقرار وسلامة دول التحالف، وحفاظا بالتالي على استقرار دول أخرى قد تطالها أيادي الأخطبوط الارهابي التي ما زالت أذرعته ممتدة الى العديد من دول العالم مهددة إياها بالمزيد من الدمار والخراب والهلاك.