دأبت المملكة منذ ظهور علامات ظاهرة الارهاب على مكافحتها بكل السبل أينما وجدت، وهي مكافحة تشاطرها فيها كافة دول العالم، وقد عانت المملكة والعديد من أقطار العالم وأمصاره الأمرين من تلك الظاهرة الشريرة، وما فتئت تنادي بوضع الاستراتيجيات الدولية الجماعية لمكافحة هذه الآفة وتجريم أصحابها. وإزاء ذلك جابهت ارهاب الدولة المتمثل في النظام الايراني ومجابهة تصديره للثورة الدموية الى الدول الخليجية والعربية، وتدخله السافر في الشؤون الداخلية في العراق وسوريا واليمن وليبيا واثارته النعرات الطائفية في البحرين واعتدائه على المساجد بالمملكة والكويت. وعلى وتيرة المكافحة ذاتها فان المملكة أدانت الارهاب الاسرائيلي على مقدسات المسلمين بالأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تمنع سلطات الاحتلال بين الحين والحين المسلمين من أداء فرائضهم الايمانية في المسجد الأقصى وهو لون من ألوان الارهاب الذي تمارسه اسرائيل على مرأى من العالم، فكل اجراءاتها التعسفية ضد أهالي القدس تمثل ارهابا لا بد من رفضه والتنديد به من كافة دول العالم. ومازالت المملكة متمسكة بالمطالب المشروعة المقدمة لحكام الدوحة بأهمية الانصياع لصوت العقل والكف عن تأييد التنظيمات الارهابية بالمال والاعلام والمواقف السياسية، وعدم ايواء رموز الارهاب في قطر بحكم أنهم يمثلون خطرا داهما على دول مجلس التعاون الخليجي وعلى دول المنطقة، وقد كان ولا يزال لتأييد قطر وتمويلها لتلك التنظيمات آثارهما الوخيمة على استقرار دول المنطقة وأمنها. ولا بد ازاء الرفض القطري لتلك المطالب وضرب نصوصها عرض الحائط من تنظيم جهاز دولي تكون مهمته الرئيسية مراقبة تمويل قطر للتنظيمات الارهابية ووقفه، لما يمثله من خطر محدق بالدول الخليجية والعربية والاسلامية وبكل دول العالم المحبة للأمن والاستقرار والساعية لاحتواء ظاهرة الارهاب واجتثاثها من جذورها أينما وجدت، وهو جهاز لا بد من تشكيله لمراقبة الحركات الارهابية في كل مكان ودحرها ووقف مخاطرها. وقد بدأت المملكة في انشاء مركز بالرياض هو نواة لتلك المراقبة غير أن التضافر الدولي مهم للغاية لملاحقة فلول الارهابيين في كل مكان والسعي بشكل دولي جماعي لملاحقة الارهابيين وكشف أساليبهم وجرائمهم قبل وقوعها، وهو تضافر لا بد منه في وقت بدأ فيه الأخطبوط الارهابي يزحف الى سائر المجتمعات البشرية، ناشرا فيها الفتن والحروب والطائفية وساعيا لزعزعة أمن واستقرار وسيادة كافة الشعوب دون استثناء. المملكة ما زالت تكافح ظاهرة الارهاب بضراوة وبكل السبل، وما زالت تدعو حكام قطر للعودة الى رشدهم وإيقاف تمويلهم للتنظيمات الارهابية، فالوقت لا يمر في صالحهم، واذا استمر الوضع على ما هو عليه فان العزلة الدولية سوف تضيق على الدوحة.