يؤكد الشاعر والمترجم رائد الجشي أن الإقامة بولاية أيوا ضيفا على جامعتها مع 33 كاتبا من 33 دولة مختلفة في برنامج الكتابة الدولي «البرنامج قرابة ثلاثة أشهر» لاختيار ديواني الإنجليزي ضمن منهج الجامعة ليدرس للطلاب بصفته نموذجا على الشعر الدولي هو ما شجعني على ترجمة كتابي الأخير «نهر أيوا»..وعن تجربته في الترجمه وصولا الى كتابه الأخير قال الجشي: التجربة بدأت معي منذ المراهقة حيث محاولة ترجمة قصص «تن تن» التي كانت تتوفر بتنوع كبير جدا باللغة الإنجليزية في المكتبات وبكمية بسيطة باللغة العربية ولذلك بدأت بترجمة المجلات الهزلية لباتمان وسبايدرمان وغيرها لغرض التعلم والمتعة قبل أن أكتشف «روبرت فروست» واتجه لترجمة الشعر للمتعة والفائدة بإمكانيات لغوية بسيطة، مع الاشتغال على دراسة كتب خارجية في الترجمة والمقارنة بين الترجمات والأصل والبحث عن ذائقة جديدة وقد وقعت يدي على مجموعة من الشعر الهولندي المعاصر عن طريق دورية شعرية إنجليزية تصدر من لندن حيث كنت وقتها عضوا في مجتمع الشعر الانجليزي ولأنني فتنت بالتجربة المغايرة وبوجود أسماء عربية مبدعة بلغة المهجر قررت أن أترجمها وأشاركها مع الآخرين كونها تقدم تنوعا وتفسح مجالا لدراسة كتاب المهجر بلغة المهجر لا باللغة الأم كما هو سائد بعد ذلك تعمقت الدراسة بالاطلاع على كتب أخرى ودراسة مناهج جديدة. المشروع الأخير ويضيف الجشي: كنت توقفت عن الترجمة حتى دعيت للإقامة بولاية أيوا ضيفا على جامعتها مع 33 كاتبا من 33 دولة مختلفة في برنامج الكتابة الدولي لاختيار ديواني الإنجليزي ضمن منهج الجامعة ليدرس للطلاب بصفته نموذجا من الشعر الدولي. هناك كنت أترجم نصوص المشاركين الآخرين قبل الالتقاء بهم لأمرين وهما أن أعرف مستوى من سأتحدث معه ولكي أدرس أسلوبه.. ومن خلال ذلك لاحظت تنوعا واختلافا وأساليب شعرية وبحورا مغايرة للمألوف وهذا الكم من الثراء الأدبي حفزني على نقل التجربة للآخرين فبدأت مشروعين: أحدهما ترجمة ونشر تجربة شعرية دولية معاصرة كل شهر في المجلات أو المواقع المهتمة بالترجمة لغرض إثراء المكتبة العربية.. كون كتابات الشعراء القدامى متوفرة غالبا «وإن كان الكثير منها يحتاج إلى إعادة ترجمة» أما الثانية فوضع كتاب ترجمة شعرية يضيف إلى المكتبة العربية بابا شعريا جديدا ولذلك وضعت أطرا لاختيار الشعراء ومن اكثر من 40 كاتبا اخترت 12 شاعرا وشاعرة، لأجمع في كتاب أفضل الأفضل من الكتابات الدولية المعاصرة التي اشتغلت على قراءتها وترجمتها وأحسست أنها ستقدم تنوعا وثراء ومتعة إلى القراء العرب. اخترت نخبة النخبة فيما يحقق عولمة المحلية والفرادة في الصورة أو الأسلوب الكتابي غير المألوف عربيا وبالتالي استبعدت تجارب كثيرة جديرة بالنشر إلا أنها لا تحقق الهدف من الكتاب من حيث التنوع والفرادة والمغايرة وسميته «نهر أيوا» لأنني التقيت معظم الكتاب بولاية ايوا أو كانت ايوا السبب في التعرف عليهم كونهم زاروها وتواصلوا معي بسبب محبة الشعر.