استضاف ملتقى الفنار الثقافي بسيهات الاثنين الماضي المترجمين الشابين رائد الجشي وصالح الخنيزي للحديث عن تجربتهما في الترجمة عن الإنجليزية، أدار الأمسية الكاتب حسين الجنبي الذي عرف بالضيفين قبل أن يؤكد على أهمية الترجمة في العلوم ونقل الثقافات.وعرض الجنبي لمحة تاريخية عن مراحل مرت بها الترجمة عموما وفي التاريخ العربي خصوصا، ثم بدأ المترجم والشاعر الجشي الذي تُرجِم ديوانه إلى الإنجليزية والفرنسية قراءة ورقته، قال فيها: «بدأت ترجمة الشعر قبل ثلاث سنوات من أجل المتعة كترجمة المجلات الهزلية بالنسبة لي، ثم من أجل الدراسة والتعرف على الخصائص الشعرية والمقارنة».وأكد الجشي أثر دراسته في جامعة هارفرد عن طريق الإنترنت وتعلمه الكثير من أدوات القراءة ثم الاتصال مع مترجمين عرب وأجانب في رحلته ضيفا على جامعة أيوا، وهي عوامل جعلت قدرته على قراءة النص تأويليا أفضل والتفاته إلى نقاط الجمال فيه أكثر نضجا.فيما قال المترجم صالح الخنيزي: إن النظريات اللسانية في القرن الماضي غلبت التشكيل النحوي واللغوي لتؤكد شبه استحالة الترجمة، بينما يرى البعض ان الترجمة نشاط لساني غير واع، ينبغي الانطلاق من عملية الترجمة ذاتها وليس من متعلقاتها. وعن بداية مشروعه الجديد ذكر أنه اقتنى من دار نشر امريكية موسوعة للشعر الأمريكي المعاصر ومنها انطلق في ترجمة الشعر الانجليزي، مؤكدا أن الترجمة الشعرية من العربية إلى الانجليزية أصعب بكثير من العكس، مشبها الترجمة بنقل البذور من بيئة لبيئة أخرى، فقد تدخل النصوص المترجمة داخل البيئة الثقافية الجديدة وتصبح جزءا أصيلا منها مثل ترجمة شكسبير إلى الألمانية التي كانت بداية التعريف به إلى العالم أجمع.