الحمد لله القائل في كتابه الكريم: (وبشر الصابرين) وفي آية أخرى (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) والحياة لا تدوم لأحد، وفقد الأحبة مؤلم، وهذه الحياة الدنيا فانية لقول الحق تبارك وتعالي: (كل نفس ذائقة الموت) وقول الشاعر: حكم المنية في البرية جاري ما هذه الدنيا بدار قراري وقال الشاعر الآخر: غمرات ثم ينجلينا عنا وينزلنا بآخرينا وحين يحل قضاء الله وقدره فليس للمؤمن إلا التسليم بحكم رب العالمين سبحانه وتعالى، والفراق يأتي فجأة وكلنا سائرون بهذا الدرب والسعيد من ترك إرثا طيبا خلفه من دعاء ولد صالح ودعوات صادقة من محبين وعمل صالح وصدقة جارية وأعمال خير مبذولة، يأتي قضاء الله ليذكر بحقيقة أمرنا ومعاشنا في هذه الحياة الدنيا لينبهنا من غفلاتنا خلف حاجاتنا ناسين أو متناسين أن الأرزاق توهب من الله فهو المتفضل سبحانه والمنعم على عباده جل وعلا، وسبحان الحي الذي لا يموت، وفقد الأحبة وما يتصفون من أخلاق رفيعة يكون له أكبر الأثر على النفس. ففي يوم الجمعة 24/12 توفي الشيخ سعد بن سعود بن ناصر آل تويم العلم الفذ الشخصية المتميزة وهو رجل مهمات الأخلاق والسمعة الطيبة والشجاعة. نقي السيرة والسريرة، حظي باحترام الكثير لرجاحة عقله وطيب معدنه وهو من أبرز الأعيان في هذا الوطن الغالي، وأبوعبدالعزيز- رحمه الله- محب لولاة الأمر يدعو لهم وكثير الثناء عليهم مذكرا بالأمن والاستقرار الذي نعيشه بحمد الله. ولد رحمه الله عام 1368ه ووالده رحمه الله تولى عدة مناصب في الدولة كان آخرها إمارة حريملاء ثم بعد ذلك المزاحمية قبل عدة عقود وكان مثالا يحتذى به. خلف الشيخ سعد بن سعود خمسة أبناء: عبدالعزيز وبدر وفهد وسعود وعبدالله فلهم منا الدعاء والعزاء موصولا للشيخ محمد بن عبدالله ال تويم أبو سعد وفقه الله بالصحة والطاعة والعزاء لأسرته وأقاربه ومحبيه ومعارفه. رحم الله الشيخ أبا عبدالعزيز رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، اللهم ارحمه يا رحمن الدنيا والآخرة ارحم أمة محمد صلى الله عليه وسلم رحمة كافية تغنينا عن رحمة من سواك، اللهم ارحمه يا رحمن الدنيا والآخرة، اللهم اغفر لنا شاهدنا وغائبنا كبيرنا وصغيرنا، اللهم ارحم أخانا وأموات المسلمين رحمة واسعة وتغمده والمسلمين بعفوك ورضوانك. اللهم أنزل نورا من نورك عليه اللهم عافه واعف عنه ونور له في قبره ووسع مدخله وآنس وحشته.