الحمدلله القائل في كتابه العزيز «إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب» ، وآية أخرى «وبشر الصابرين».. تزدحم المشاعر ويصعب اختيار الكلمات وحين يحل قضاء الله وقدره فليس للمؤمن إلا التسليم بحكم رب العالمين- سبحانه- مع لوعة فراق يأتي فجأة، وكلنا سائرون بهذا الدرب، والسعيد من ترك إرثا طيبا خلفه من دعاء ابن صالح ودعوات صادقة من محبين وعمل صالح وصدقة جارية وأعمال خير مبذولة، يأتي قضاء الله ليذكرنا بحقيقة أمرنا ومعاشنا في هذه الحياة الدنيا لينبهنا من غفلاتنا خلف حاجاتنا ناسين أو متناسين أن الأرزاق توهب من الله- سبحانه- ملك الملوك المتفضل والمنعم على عباده جل وعلا. رحيل الشيخ راشد بن عبدالله المشاري كريم السجايا صاحب الهندام الوقور حافظ التاريخ المتمكن من رواية مسيرة الموحد الملك عبدالعزيز- رحمة الله عليه- فغالبا ما يتحدث به في مجلسه العامر أو عندما يتواجد في أحد المجالس فهو صاحب كلمة لروايته للشعر وتاريخ المملكة، فإذا تحدث أنصت له الجميع وهو قد عاصر ملوك هذه البلاد المباركة، ويذكرهم دوما بالحب والدعاء، وهو الذي توفي وقد بلغ من العمر مائة عام، وصلي عليه في يوم الثلاثاء 24/ 10/ 1438ه بعد صلاة العصر وقد كان ابو عبدالله- رحمه الله- عف اللسان ساعيا بالخير والشفاعة بين الناس نقي السيرة والسريرة يحظى باحترام الجميع لرجاحة عقله وحكمته، وذا جاه، وكان الشيخ من أعز أصدقاء الوالد وقد خلف خمسة من الأبناء الصالحين عبدالله ومحمد وناصر ومشاري وخالد. ختاما.. أدعو الله أن يتغمد أبا عبدالله بواسع رحمته ويجعل قبره روضة من رياض الجنة، اللهم ارحم غربته وثقل موازينه وارزقه الفردوس الأعلى من الجنة بغير حساب، وصلى اللهم وسلم على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.