الحمد لله القائل في كتابه الكريم: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) وفي آية أخرى: (وبشر الصابرين)، تزدحم المشاعر ويصعب اختيار الكلمات وحين يحل قضاء الله وقدره فليس للمؤمن إلا التسليم بحكم رب العالمين المتصرف بهذا الكون سبحانه، فالفراق يأتي فجأة وكلنا سائرون بهذا الدرب والسعيد من ترك أثرا طيبا خلفه من دعاء ابن صالح ودعوات صادقة من محبين وعارفين وعمل صالح وصدقة جارية وأعمال خير مبذولة من الأبناء والأحفاد لوالديهم، ويأتي قضاء الله سبحانه ليذكرنا بحقيقة أمرنا ومعاشنا في هذه الدنيا لينبهنا من غفلاتنا خلف حاجاتنا ناسين أو غافلين عن أن الرزاق والمعز والواهب هو ملك الملوك سبحانه وتعالى المتصرف بهذا الكون الحي القيوم جل وعلا. رحل الشيخ محمد بن عبدالله بن عيسى الغملاس عضو هيئة نعجان بالخرج السابق- رحمه الله- ومن أعز أصدقاء والدي– رحمه الله تعالى– يوم الخميس 1/8/1438ه وتمت الصلاة عليه بعد صلاة العصر بالجامع الكبير والجموع الغفيرة أدت الصلاة عليه وشاركت بالدفن والدعوات بالمغفرة والرحمة لهذا الشيخ الجليل صاحب القلب الكبير والصدر الرحب والقلب الذي يحمل المحبة للقريب والبعيد، حامل القرآن، نقي السيرة، طالب علم في الفقه والسيرة، إذا تحدث عن موضوع كأنه يقرأ من كتاب، وأحد الوجهاء وأعيان البلد، كنا زملاء لأكثر من ثمانية عشر عاما بهيئة نعجان قبل تقاعده حيث أمضى بهذا الجهاز المبارك أربعين عاما تقريبا، كان يخلف الشيخ ابراهيم بن محمد بن عتيق بصلاة الجمعة والجماعة والتراويح لعلمه واستطاعته بهذه المهمة وقد ذكر لي أحد كبار العلماء عن الشيخ محمد الغملاس- رحمه الله- لو استمر في تحصيله العلمي لكان من كبار الفقهاء والعلماء لقوة ذاكرته ورجاحة عقله وحكمته وفكره السليم وعقله الرزين. كان واسع الاطلاع، أغلب أحاديثه بالفصحى، محبا للغير، داعيا لولاة الأمر بالتوفيق والسداد، خلف ابنين صالحين كان دائم الثناء عليهما، رجل الأعمال عبدالله وأخاه علي، رحم الله الشيخ أبا عبدالله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، اللهم ارحمه يا رحمن الدنيا والآخرة، ارحم أمة محمد– صلى الله عليه وسلم– رحمة كافية تغنينا عن رحمة من سواك، اللهم اغفر لشاهدنا وغائبنا كبيرنا وصغيرنا، اللهم ارحم أخانا وأموات المسلمين رحمة واسعة وتغمده والمسلمين بعفوك ورضوانك، اللهم أنزل نورا من نورك عليه وعلى المسلمين، ونور له في قبره ووسع مدخله وآنس وحشته، اللهم ثقل موازينه يا رب العالمين، اللهم عافه واعف عنه واجعل قبره روضة من رياض الجنة وأدخله الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب، واغفر لزوجته التي سبقته إلى الدار الآخرة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.